القدس المحتلة، رام الله (الضفة الغربية) - أ ف ب، رويترز - دانت السلطة الفلسطينية في شدة أمس قرار السلطات الإسرائيلية بناء مساكن جديدة في حي وادي الجوز في القدسالشرقية. واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الدولة العبرية «تصر على الاستمرار في الحديث عن السلام بالكلمات وتستمر في بناء المستوطنات في الأفعال». وكانت بلدية القدس أعلنت أمس أنها صادقت على تشييد أربعة مبان سكنية لليهود في الشطر الشرقي من المدينة، مشيرة إلى أن «هذه المباني ستضم 24 مسكناً» وستبنى ضمن مشروع أطلقته عائلة ايرفينغ موسكوفيتز، رجل الاعمال اليهودي الاميركي الذي يعمل من أجل تهويد القدسالشرقية. وقال الناطق باسم البلدية ستيفن ميلر إن «دائرة التخطيط والبناء صادقت على تشييد أربعة مبان سكنية قرب مدرسة بيت اوروت التلمودية» في القدسالشرقية. واستهجن عريقات القرار، قائلاً: «في وقت يجري الحديث عن السلام والمفاوضات من قبل حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو في شكل مخالف للحقيقة على الواقع، يجري حقيقة على الارض الاستمرار في الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس... من يحرص على استئناف المفاوضات، عليه ان يتأكد من التزام إسرائيل بمفاوضات جادة»، مشيراً إلى أن «ما يمنع وما يدمر محاولات استئناف المفاوضات هو ممارسات حكومة إسرائيل الاستيطانية». وأكد أنه «إذا أراد نتانياهو استئناف المفاوضات، فعليه أن يبدأ من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات منذ كانون الأول (ديسمبر) 2008 ووقف البناء الاستيطاني بما فيه النمو الطبيعي خصوصاً في القدس». وشدد على أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «لن يعود للمفاوضات من دون تجميد كامل للاستيطان في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، خصوصاً في القدس». واتهم الحكومة الإسرائيلية بالسعي إلى «تضليل الرأي العام الدولي وتأليبه ضد القيادة الفلسطينية، من خلال قلب الحقائق والسعي إلى إظهار القيادة الفلسطينية على أنها تعارض استئناف المفاوضات السياسية، فيما تقوم إسرائيل بممارسة كل الخروقات والانتهاكات على الأرض من استيطان واجتياحات واغتيالات وتكثيف الاستيطان». وأكد أن «المسألة باتت تتعلق بمصير المنطقة وأمنها والمطلوب من المجتمع الدولي الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتطبيق ما عليها من التزامات واستحقاقات عملية السلام ووقف الاستيطان». بدوره، اعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن «البناء في القدس هو تحد إسرائيلي للمجتمع الدولي وللجهود وللحراك العربي والدولي الذي يسعى إلى إنقاذ عملية السلام». وقال إن «هذا يثبت عدم جدية الحكومة الاسرائيلية التي تتحدث عن تغير في الأجواء». وأضاف أن «ما يجب أن تعرفه الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي أن مواصلة إسرائيل للاستيطان لن يسهم في خلق المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات. وعلى الإدارة الأميركية بذل جهود مع إسرائيل وتحميلها مسؤولية عدم استئناف المفاوضات». وشدد أبو ردينة على أن «الإدارة الأميركية مدعوة إلى خلق المناخ الذي يمهد لعملية سلام جادة وحقيقية، وما تقوم به إسرائيل هو ضرب للجهود الدولية وعلى الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية الدولية تحمل مسؤولياتهما».