أحكم النظام السوري سيطرته على الطريقين الدوليين إلى بغداد، وينهي خروج مقاتلي القلمون والغوطة الشرقية الوجود المسلح في كامل محيط دمشق ووادي بردى، ويقترب من إنهاء الوجود المسلح للمعارضة للمرة الأولى منذ 2012 في محيط مدينة دمشق بالكامل، مع اتجاه النظام إلى الحسم باستخدام فائض القوة في جنوب العاصمة حيث تدور معارك عنيفة. وخرجت أمس (السبت) أولى دفعات مقاتلي المعارضة من مناطق القلمون الشرقي الاستراتيجية بعد التوقيع على اتفاق يتضمن خروج المسلحين والمدنيين غير الراغبين في البقاء تحت سيطرة النظام السوري. وذكرت وسائل إعلام النظام أن 30 حافلة دخلت إلى مدن الرحيبة والناصرية وجيرود أهم مدن القلمون الشرقي. وأكدت مصادر في القلمون أن الدفعة الأولى تشمل خروج مسلحي «جيش تحرير الشام» إلى جرابلس شمال شرقي حلب، و «أسود الشرقية» إلى البادية الشامية (التنف). وقال مدير مكتب بردى الإعلامي عمر الدمشقي إنه سوف يتم اليوم استكمال خروج «مقاتلي جيش الإسلام إلى إدلب، فيما تغادر كتائب أحمد العبدو وفيلق الرحمن إلى جرابلس، ويتجه لواء شهداء القريتين إلى البادية الشامية». وقدر أعداد الخارجين الإجمالي ب «نحو 7 ألاف بين مدني ومقاتل»، ولم يستبعد أن يتوجه جزء من المقاتلين إلى منطقة عفرين الواقع تحت سيطرة فصائل الشمال الموالية لتركيا بعد عملية «غصن الزيتون». وقال فارس المنجد الناطق باسم «العبدو» في اتصال مع «الحياة» إن «المقاتلين والمدنيين الراغبين بالخروج بدأوا في تجميع حاجياتهم وتوديع أقاربهم تمهيداً للسفر». ويتزامن الاتفاق مع الانتهاء من خروج مسلحي مدينة الضمير القريبة. وذكرت مصادر في القلمون أن عناصر الشرطة العسكرية الروسية جمعت السلاح الثقيل والمتوسط من المقاتلين في المنطقة، وقدرت المصادر حجم السلاح بأكثر من 70 دبابة، وثمانين مدرعة، إضافة إلى مئات الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى من نوع أرض- أرض كانت تستطيع استهداف أي نقطة في العاصمة دمشق. ونص الاتفاق على نشر الشرطة الروسية على مداخل المدن وعدم دخول قوات الأسد إلى مدن المنطقة، إلى جانب تسوية أوضاع من يرغب بالبقاء من خلال مركز داخل المنطقة، إضافة إلى تشكيل لجنة مدنية مشتركة ثلاثية مهتمتها تسيير أمور المنطقة وحل قضايا المعتقلين والموقوفين. وتضمن الاتفاق منح مهلة ما بين ستة أشهر وسنة للمتخلفين عن الخدمة العسكرية والاحتياط، مع إصدار عفو خاص عن المنشقين عن جيش النظام وحقهم في الالتحاق بخدمتهم السابقة في غضون 15 يوماً أو مغادرة المنطقة في شكل نهائي. ومع خروج المقاتلين من القلمون باتت الجهة الشرقية والشمالية الشرقية من العاصمة مؤمنة بالنسبة للنظام وحلفائه. وبات الطريقان الدوليان إلى بغداد تحت سيطرة النظام. كما استطاع الروس تأمين حقول الغاز والفوسفات في تدمر والبادية ضمن مثلث دمشق- تدمر- حمص.