مضى النظام السوري وحلفاؤه على جبهات عدة، بهدف فرض «طوق أمني» حول جنوب العاصمة دمشق، ففي وقت بدأت أمس عملية إجلاء مقاتلي فصيل «جيش الإسلام» وعائلاتهم من مدينة الضمير تمهيداً لاخلائها، منح النظام عناصر تنظيم «داعش» مهلة تنتهي السبت للخروج من مخيم اليرموك وإلا اقتحامة، وترافق مع تكثيف القصف على مواقع في جبل القلمون، بالتزامن مع مفاوضات يجريها الجانب الروسي مع المعارضة في القلمون هددهم فيها ب «مصير الغوطة الشرقية» في حال رفضوا إبرام اتفاق يقضي بإجلائهم. وأعلنت أمس وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام بدء عملية إجلاء «جيش الإسلام» من بلدة الضمير في ريف دمشق الشرقي، بعد تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة تنفيذاً لاتفاق تم التوصل إليه قبل ايام. وذكرت أنه تم تجهيز 13 حافلة تقل المئات من عناصر «الفصيل» وعائلاتهم وإخراجها من الضمير إلى نقطة التجمع الرئيسة تمهيدًا لنقلهم في وقت لاحق إلى جرابلس (شمال سورية) تحت إشراف الهلال الأحمر العربي السوري. وذكرت صحيفة «الوطن» الموالية للنظام، أن 20 حافلة دخلت الضمير لنقل المسلحين وعائلاتهم غير الراغبين في تسوية أوضاعهم في اتجاه جرابلس. وهو ما اكدة ايضاً «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أفاد بأن 5 من تلك الحافلات خرجت من الضمير، محملة بمقاتلي «جيش الإسلام» وفصائل الضمير. ويأتي ذلك في وقت كشفت صحيفة «الوطن»، عن إمهال مقاتلي «داعش» 48 ساعة للموافقة على الخروج من مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود (جنوبدمشق)، التي يسيطر عليها التنظيم. وأضافت انه «في حال رفض داعش فإن الجيش والقوات الرديفة جاهزة لشن العملية العسكرية وإنهاء وجوده في المنطقة واستعادة السيطرة عليها». في غضون ذلك، افاد «المرصد» بسماع انفجارات في القلمون الشرقي، ناجمة عن تنفيذ الطائرات الحربية مزيداً من الغارات على المنطقة، حيث استهدفت الضربات مناطق سيطرة الفصائل في جبال القلمون الشرقي، بالتزامن مع عمليات قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على المنطقة نفسها، مشيراً إلى ان القصف «طاول المنطقة بالتزامن مع اشتباكات متواصلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة من جانب آخر، على محاور في المنطقة الواقعة بين الرحيبة وجبال القلمون، ما تسبب في وقوع قتلى وجرحى من الطرفين. ورأى «المرصد» ان تكثيف القصف على تلك المنطقة يأتي «في محاولة من النظام الضغط في شكل أكبر على فصائل المنطقة، للقبول بمفاوضات تفضي إلى إخلائها واتهمت قوات «الشهيد أحمد العبدو» التابعة للجيش السوري الحر، موسكو بتهديد فصائل القلمون الشرقي ب «تكرار تجربة الغوطة الشرقية». وقالت مدير المكتب الإعلامي ل «الحر» فارس المنجد أن المفاوض الروسي أخبر لجنة المفاوضات عن المنطقة أنه «لا بديل عن الخروج»، ملوحاً بالخيار العسكري في حال رفضت الفصائل الاتفاق. وزاد: «المنطقة على شفا الهاوية، نحاول كعسكريين وكلجنة مفاوضات، تجنيبها الكارثة والمجازر التي يمكن أن تحصل. سنختار وجهة الخروج التي نفضلها بمجرد حصول حوار حول ذلك». وأشار إلى توقف العمليات العسكرية التي شنتها قوات النظام في وقت سابق على مدينة الرحيبة من أجل السماح للمفاوضات بالاستمرار ولفت إلى أن «جيش تحرير الشام» بقيادة الضابط المنشق فراس البيطار يرفض الانخراط في مفاوضات خروج المقاتلين «ليظهر على أنه ليس خائناً»، موضحاً في الوقت نفسه أن «قوات العبدو» مستعدة للتسليم «مقابل حقن دماء المدنيين».