حققت المملكة العربية السعودية إنجازاً جديداً بعد فوز شركة المياه الوطنية بالمركز الأول، وحصولها على جائزة أفضل مشروع مياه ذكي لعام 2018، حققها مشروع التشغيل الذكي لإدارة وتوزيع المياه في المشاعر المقدسة بمكةالمكرمة. وجاء تكريم الشركة خلال مؤتمر القمة العالمية لجوائز المياه، الذي نظّمته منظمة المياه العالمية في العاصمة الفرنسية باريس أمس، إذ تَسَلّم الجائزة نائب الرئيس للشؤون التجارية المهندس نمر بن محمد الشبل، من رئيس منظمة المياه العالمية والناشر لمجلة المياه العالمية كرستوفر غوصن. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية المهندس محمد الموكلي أن ما حققته الشركة في هذا المحفل العالمي المتخصص يسجّل فعلياً باسم المملكة، مشيراً إلى أن حصول المملكة على جائزة أفضل مشروع مياه ذكي لعام 2018، ينمّ عما وصلت إليه السعودية في مجال تنفيذ المشاريع المائية، ويعكس الواقع العملي المحترف، الذي يواكب مسيرة التنمية الشاملة. وأشار إلى أن فوز الشركة جاء في ظل منافسة شديدة بين الشركات المتقدمة لنيْل جائزة هذا العام لأفضل إدارة وتشغيل إلكتروني للمياه في العالم، مبيناً أن الشركة تأهلت للتصفيات النهائية، وحققت المركز الأول، وسط منافسة بين ثلاثة مشاريع عالمية تقدمت لها، وهي: مشروع شبكات الصرف الصحي المضغوطة لكرايست تشرش في نيوزلندا، ومشروع مياه لانيلي في ويلز، ومشروع «أم مزا» لمحطة معالجة مياه الشرب في المغرب. وقال إن أهداف المشروع الفائز هي تحويل التحكم في أهم مكونات منظومات المياه؛ ليكون تحكماً عن بُعد، وتحويلها من الأسلوب اليدوي إلى الأسلوب الآلي بتقنية سكادا، وتحسين كفاءة تشغيل منظومات المياه برفع مستوى أداء إدارة الطلب عليها، والتعامل استباقياً مع الأعطال والمشكلات الفنية، وسرعة معالجتها قبل وصول البلاغات، وزيادة موثوقية الخدمة، باقتراح تحسينات في المناطق التشغيلية، وتحسين استمرارية الخدمة، وتقليل التسربات غير الظاهرة، بالكشف عنها باستخدام أحدث التقنيات العالمية المتخصصة. وأضاف أن المشروع أسهم في إنجازات استثنائية شملت تحقيق نسبة وفر في كميات المياه في المشاعر المقدسة، مقارنة بموسم الحج السابق، وتطبيق تقنية نقل الإشارة المتقدمة «وحدات نقل بيانات ثابتة» ضمن منظومة سكادا، وتطوير حساسات ضغط المياه لترسل الإشارة كل ثانية، وتطوير محابس التحكم في إمداد وضغوط المياه عن بُعد وربطها آلياً مع حساسات ضغوط المناطق المرتفعة والمنخفضة؛ لتعمل بشكل أتوماتيكي؛ فضلاً عن طريقة اختبار جودة المياه عبر أجهزة قياس عن بُعد، مع دقة النتائج ومطابقتها للمواصفات الخليجية لجودة المياه. وأكد الموكلي أن المشروع الفائز حقق نتائج استثنائية وفق ظروف تشغيلية تَمَثّلت بزيادة أعداد الحجاج بنسبة 20 في المئة على موسم الحج السابق في ظل ارتفاع درجات الحرارة، مع الاستفادة من الكميات الموفرة في تغذية مدينة مكةالمكرمة؛ إذ أسهم ذلك في استدامة وموثوقية الإمداد بالمياه لمدينة مكةالمكرمة بشكل عام، والمشاعر المقدسة بشكل خاص، وتقليل نسبة انقطاعات المياه بالمشاعر بنسب قاربت ال70 في المئة عن الأعوام الفائتة، وزيادة القدرة على التخطيط السليم، والتنبؤ بكميات الاستهلاك لأوقات الذروة، وتوفير المياه في هذه الأوقات بموثوقية عالية، إضافة إلى التحكم الفعال في مراقبة وتأمين جودة المياه المقدمة لضيوف بيت الله الحرام.