نفى مسؤول اميركي رفيع ان سفير الولاياتالمتحدة في سورية روبرت فورد تم «استدعاؤه» من جانب وزارة الخارجية السورية، مكرراً ان زيارته الى حماة تم الاعداد لها مسبقاً بناء على طلب واشنطن وان الخارجية السورية لم تستدعه كما نقل. وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أفادت بأن الخارجية السورية «استدعت» اول من امس السفيرين الاميركي فورد والفرنسي اريك شوفالييه احتجاجاً على زيارتيهما الجمعة لحماة. لكن مسؤولاً كبيراً في الخارجية الاميركية قال ان زيارة فورد الخارجية السورية كانت مقررة منذ الخميس وجاءت بناء على طلب الولاياتالمتحدة. وأضاف: «لم يتم استدعاء السفير من جانب وزارة الخارجية» السورية. وتابع المصدر نفسه، كما نقلت «فرانس برس» ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سلم في هذه المناسبة شكوى رسمية الى فورد في شأن زيارته حماة. وأوضح المسؤول الاميركي ليلة اول من امس ان فورد انتهز الفرصة ليبلغ المعلم «استياء» بلاده من التظاهرات التي نظمت امام السفارة الاميركية وشارك فيها مؤيدون للنظام السوري. ولفت الى ان هذه التظاهرات التي تخللها رشق مبنى السفارة بالطماطم والبيض وقطع الزجاج والحجارة استمرت 31 ساعة وانتهت مساء السبت. وقال المصدر نفسه ان «السفير ابلغ بوضوح الحكومة السورية بأن تشجيع سوريين (على التحرك) ضد الولاياتالمتحدة وخصوصاً عبر تظاهرات معادية امام السفارة، ينبغي ان يتوقف». ودعا فورد دمشق إلى «عدم استخدام زيارته حماة التي هدفت فقط الى جمع معلومات والدفاع عن حرية التعبير، لاغراض دعائية». ونقلت واشنطن تأكيد المعلم التزامه المساهمة في حماية السفارة الاميركية وموظفيها. وقال المسؤول الاميركي «نأمل بأن تفي الحكومة السورية بوعدها». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية قد نشرت تقريراً بعنوان» الولاياتالمتحدة تحقق مع ديبلوماسيين سوريين حول التجسس على متظاهرين»، نقلت أن وزارة الخارجية الاميركية تحقق في اتهامات لديبلوماسيين سوريين بالتجسس على سوريين شاركوا في تظاهرات مناهضة للحكومة في واشنطن ومدن أميركية آخرى بغاية ترهيب ذويهم. وقالت وزارة الخارجية إنها تلقت تقارير عن «أفراد من البعثة السورية تحت سلطة السفير عماد مصطفى للقيام بمراقبة المتظاهرين المشاركين في مسيرات سلمية بالولاياتالمتحدة والتقاط صورهم بالفيديو والصور الفوتوغرافية. وهي اتهامات قد تدفع بوزارة الخارجية على تقييد تنقلات السفير والديبلوماسيين السوريين الآخرين، وفق الصحيفة. وكانت فرنسا بدورها احتجت «بشدة» ليل اول من امس على «اهانات» استهدفت السفارة الفرنسية في دمشق قنصليتها بعدما قام السفير الفرنسي بزيارة مدينة حماة (شمال) التي تحاصرها القوات السورية. وقال المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو في بيان «تم هذا المساء استدعاء سفيرة سورية (لمياء شكور) الى مقر الخارجية من جانب مدير مكتب الوزير» الان جوبيه بهدف «الاحتجاج بشدة» على تظاهرات حصلت السبت امام السفارة الفرنسية في دمشق والقنصلية الفرنسية في حلب تخللها توجيه «اهانات عدة». وتحدث فاليرو عن ارتكاب «تجاوزات استهدفت رموزاً للجمهورية» الفرنسية خلال هذه التظاهرات، لافتاً خصوصاً الى «احراق اعلام فرنسية ورمي مقذوفات في حرم (السفارة) وتدمير سيارات من دون ان يتم استنفار قوات الامن السورية ولو بالحد الادنى لمنع هذه الاعمال التي لا يمكن وصفها». وشدد المتحدث على ان هذه الاعمال تشكل «انتهاكاً تاماً لالتزامات الجمهورية العربية السورية بموجب اتفاقية فيينا حول العلاقات الديبلوماسية» و «نحمل السلطات السورية مسؤولية امن موظفينا وممثلياتنا الديبلوماسية». وأكد فاليرو ان باريس اغتنمت استدعاء السفيرة السورية «لاعادة القول علناً بأن ما حصل خلال الاشهر الاخيرة في سورية غير مقبول». وأضاف: «من غير المسموح لحكومة ان تستخدم حكومة الاسلحة ضد شعبها» و «الا تستمع الى نداء شعبها من اجل اجراء اصلاحات». وقال «من غير المقبول الا يستنفر المجتمع الدولي جهوده كي تتم الاستجابة الى هذه الدعوات ولحماية المدنيين وايضاً باسم السلام والامن في المنطقة»، وذلك في اشارة الى فشل الغربيين حتى اللحظة في الحصول على دعم روسيا والصين للتنديد بالقمع في سورية.