اختارت الحكومة السورية التصعيد مع الولاياتالمتحدةوفرنسا بعد زيارة سفيري البلدين في دمشق مدينة حماة الاسبوع الماضي. وأقتحم حشد غاضب السفارة الأميركية في دمشق لفترة وجيزة وحاولوا الهجوم على منزل السفير، بينما حاول حشد آخر اقتحام السفارة الفرنسية، لكن حراساً في السفارة اطلقوا ذخيرة حية لمنعهم من مواصلة الهجوم الذي اسفر عن سقوط ثلاثة جرحى. وليل امس قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الرئيس بشار الاسد «فقد شرعيته»، وذلك في موقف هو الاول من نوعه بعد اربعة شهور من بدء التحرك الشعبي في سورية. واشارت الى إن الرئيس الأسد ليس شخصاً لا يمكن الاستغناء عنه وإن الولاياتالمتحدة ليست معنية ببقاء نظامه في السلطة». وذُكر أن محتجين مناصرين للنظام حاولوا مهاجمة منزل السفير في دمشق روبرت فورد بعد مهاجمة مجمع السفارة لكنهم أخفقوا في الدخول، بعد ثلاثة أيام من زيارة السفير إلى حماة. في الوقت نفسه قال معارضون سوريون انهم يُعدون لعقد مؤتمر ثان في دمشق، بينما قال نشطاء إن القوات السورية قتلت مدنياً واحداً على الأقل وأصابت 20 في إطلاق نار في حمص حيث شنت حملة مداهمات من منزل إلى منزل. وعن الهجوم على سفارة أميركا، قال مصدر في السفارة: «هاجم حشد سفارة الولاياتالمتحدة، ولم يصب طاقم السفارة بأذى، والحكومة السورية كانت بطيئة في الرد واتخاذ تدابير أمنية إضافية». وأظهرت صور السفارة تحطم زجاج نوافذ وأبواب، وكتابة عبارات على الجدران تطالب بطرد السفير الأميركي. ودانت الخارجية الأميركية رسمياً سورية لامتناعها عن حماية مجمع السفارة، وقالت إنه تم «بتشجيع من تلفزيون مؤيد للحكومة السورية». وقال ناطق باسم الوزارة في بيان «شجعت محطة تلفزيون متأثرة بشدة بالسلطات السورية على هذا الاحتجاج العنيف». وأضاف «ندين بشدة رفض الحكومة السورية حماية سفارتنا ونطالب بتعويضات عن الأضرار، وندعو الحكومة السورية لتنفيذ التزاماتها تجاه مواطنينا أيضاً». وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن واشنطن «لا تعتزم» سحب سفيرها في سورية بعد الاعتداء، مشيراً إلى أن واشنطن «استدعت القائم بالأعمال في السفارة السورية في واشنطن منير قضماني إلى الخارجية». وحمل المسؤول الأميركي الحكومة السورية مسؤولية الاعتداء، مشيراً إلى أن الهدف هو «لفت النظر عن قتل واعتقال المتظاهرين السلميين»، وأكد أنه تم استدعاء القضماني نظراً لوجود السفير السوري عماد مصطفى خارج البلاد. وأكدت باريس تعرض سفارتها في دمشق لهجوم متظاهرين. وقال مصور وصل إلى المكان بعد الهجوم مباشرة إن «نوافذ عدة تحطمت ورفعت أعلام سورية على حائط السفارة، وأصيبت سيارة لطاقم السفارة بأضرار وألصقت عليها صورة للرئيس السوري»، موضحاً أن ثلاثة عناصر أمن في السفارة الفرنسية أصيبوا بجروح. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن ثلاثة عناصر أمن فرنسيين اضطروا أثناء هذا الهجوم لإطلاق «ثلاثة عيارات تحذيرية لوقف عمليات التسلل المتزايدة في محيط السفارة». وكانت أبواب السفارة مغلقة عند الغروب فيما كان حوالى عشرة عناصر من شرطة مكافحة الشغب متمركزين أمام المبنى. واستنكرت فرنسا تكرر الهجمات على سفارتها. وقال مسؤول في الخارجية «إن الهجمات تتكرر وقوات الأمن السورية لا تفعل شيئاً». وفي اليوم الأخير من اللقاء التشاوري تمهيداً للحوار الوطني، قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان إن «الحوار هو الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة» وشهد اليوم الختامي للقاء التشاوري مناقشات حول التعديلات الدستورية المقترحة ومشاريع قوانين الأحزاب والانتخابات وآليات مؤتمر الحوار الوطني والتحضير له. وقد رفعت المقترحات إلى «هيئة الحوار» تمهيداً للمؤتمر الوطني. وأعلن المعارض السوري هيثم المالح انه سيتم عقد مؤتمر للمعارضة السورية في دمشق في 16 من الشهر الجاري، موضحاً انهم سيبحثون في تشكيل «حكومة إنقاذ» وإنهاء العنف ضد المدنيين، وبحث الإصلاحات الديموقراطية.