أفادت وسائل إعلام رسمية أمس، بأن البنك المركزي الإيراني وضع حداً أقصى لحيازة المواطنين للنقد الأجنبي خارج البنوك عند 10 آلاف يورو. وأعلن البنك في بيان نشرته وكالة «تسنيم» للأنباء، أن المواطنين أمامهم موعد نهائي حتى آخر الشهر لبيع أي كمية فائضة أو إيداعها في البنوك. وأضاف أن المخالفين سيعرضون أنفسهم لإجراء قانوني. واتخذت إيران أمس خطوات جذرية لضبط سعر صرف الريال الإيراني في مقابل الدولار، في مسعى لوقف تدهوره بعد أن فقد نحو ثلث قيمته في خلال ستة أشهر. وتراجع الريال على مرات في الأسابيع الأخيرة، ليبلغ 58650 ريالاً في مقابل الدولار عند إقفال المعاملات المالية أول من أمس، مع تزايد الغموض بشأن مستقبل الاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع القوى الكبرى في 2015. وبعد لقاء طارئ للحكومة مساء الإثنين، أعلن نائب الرئيس اسحق جهانغيري أن سعر صرف الريال سيحدد بحد أقصى 42000 ريال في مقابل الدولار مع اخضاع مكاتب صرافة العملات الأجنبية لسيطرة المصرف المركزي. ولكن أسعار الصرف الجديدة التي نشرها الموقع الرسمي للبنك المركزي الإيراني على الإنترنت، أظهرت أن البنك حدد يوم أمس أسعار الصرف الرسمية للجنيه الاسترليني عند 59330 ريالاً واليورو عند 51709 ريالات. وقال جهانغيري في تصريح الى الإذاعة الحكومية «للأسف خلال الأيام الماضية، حدثت وقائع في سعر صرف العملات الأجنبية سببت قلقاً للمواطنين». ولام نائب الرئيس «عوامل غير اقتصادية وغير مبررة وغير متوقعة» تسببت في تراجع الريال، على رغم الأداء القوي للصادرات الإيرانية. وأضاف «لا يجب ان نشهد مثل هذه الأمور في اقتصاد لديه دوماً فائض في العملات الأجنبية. البعض يقول إن أيادي أجنبية تدخلت لارباك المناخ الاقتصادي وبعض آخر يرى مؤامرات محلية تحاك لإحداث عدم استقرار في البلد». يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدد بالانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة على ايران الشهر المقبل، إذا لم يتم وضع قيود جديدة على برامجها الصاروخية والنووية. ويرى محللون أن هذا التهديد شجّع الإيرانيين على شراء الدولار أملاً في بيعه لاحقاً لتحقيق مكاسب إذا ما انهار الريال. وحذر جهانغيري من أن بيع العملات بأسعار أعلى من سعر الصرف الرسمي سيعتبر مثابة «الاتجار بمواد ممنوعة». وتسارع هبوط الريال منذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر) في وقت كان يتم تداول الدولار بسعر 40 ألف ريال، بعدما هدد ترامب بالانسحاب من الاتفاق حول برنامج إيران النووي. وفي حال انسحاب الولاياتالمتحدة، فمن المتوقع أن تعيد فرض العقوبات الاقتصادية المعلقة حالياً بحق إيران، ما سينعكس على اقتصاد البلد ويبعد المستثمرين الأجانب. ولم تحدد السلطات سعر صرف ثابت لليورو أو الجنيه الاسترليني اللذين حققا مكاسب كبيرة في مقابل الريال الإيراني خلال الشهور الأخيرة. إلى ذلك، زاد الدولار أمام الين بعد أن تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ بخفض الرسوم الجمركية على واردات، ما هدأ المخاوف في شأن خلاف تجاري مع الولاياتالمتحدة وأعاد الإقبال على المخاطرة مع تعافي العملات الآسيوية أيضاً بعد تضررها بشدة في الأسابيع الأخيرة. وعوض اليوان الصيني، الذي انخفض هذا الشهر، بعض تلك الخسائر عبر إحراز ارتفاع محدود، وكذلك فعل الدولار الاسترالي الذي صعد بما يصل إلى نصف في المئة. وسجلت الليرة التركية مزيداً من الهبوط امام الدولار واليورو اليوم الثلاثاء وسط قلق المستثمرين في شأن التضخم وتوقعات ميزان المعاملات الجارية فضلاً عن التوترات الجيوسياسية المرتبطة بسورية، في وقت هبطت الأسهم 2.6 في المئة. ولامست العملة التركية أدنى مستوياتها على الإطلاق عند 4.0852 ليرة للدولار، بينما هوت إلى مستوى قياسي امام العملة الأوروبية الموحدة عند 5.03 ليرة لليورو.