كابول - أ ف ب، يو بي آي - قتل جنديان اميركيان وجرح ثالث في تبادل للنار تلا على ما يبدو شجاراً مع ضابط في الاستخبارات الافغانية قتل بدوره على طريق في ولاية بانشير (شمال شرق)، احدى اكثر الولايات استقراراً في البلاد والتي لم تستطع حركة «طالبان» دخولها حتى لدى توليها الحكم بين عامي 1996 و2001، وستسلم مسؤوليتها الأمنية بالكامل على غرار باميان في المرحلة الاولى من انسحاب القوات الاجنبية هذا الشهر. وأكد عبدالرحمن، نائب حاكم ولاية بانشير، معقل القائد الراحل احمد شاه مسعود، رمز مقاومة الاتحاد السوفياتي و «طالبان» الذي قتل في اعتداء منسوب الى تنظيم «القاعدة» في التاسع من ايلول (سبتمبر) 2001، ان مشادة كلامية اندلعت بين الضابط الافغاني والجنود الاميركيين تطورت الى شهر سلاح واطلاق نار. وهو استبعد ضلوع متمردي حركة «طالبان» المتمردة في الحادث، لكن الحركة التي اعتدت المبالغة في ارقام حصيلة الهجمات وتتبنى غالباً عمليات لم تنفذها، اعلنت انها قتلت ثلاثة من عناصر الفريق الاقليمي لإعادة الاعمار في بانشير الذي يعمل الأميركيين لحسابه، وجرحت رابعاً في مكمن. وأوضح ان القتيل الأفغاني يتحدر من منطقة دارا بانشير التي تبعد مسافة ساعتين عن كابول، ويعمل حارساً شخصياً لنائب رئيس اجهزة الاستخبارات حسام الدين حسام، وتمتع بثقته الكاملة. وقتل جنود او شرطيون افغان عدداً كبيراً من جنود الحلف الاطلسي (ناتو) خلال السنوات الاخيرة، وذلك اثر خلافات، اما في اطار مخططات نفذها متمردون تسللوا الى صفوف القوات الافغانية، وخضعوا لتدريبات بإشرف جنود اجانب. وحصل الحادث الاكبر في 27 نيسان (ابريل) الماضي، حين قتل جندي افغاني ثمانية جنود ومدرباً مدنياً، جميعهم اميركيون، في قاعدة كابول الجوية. وبررت السلطات الافغانية الحادث بخلاف اندلع بين الجنود، لكن طالبان اعلنوا مسؤوليتهم عنه. اما وزارة الدفاع الاميركية فوصفته بأنه «هجوم». وفي مطلع حزيران (يونيو) الماضي، قتل ضابط ايطالي برصاص اطلقه قرويون من بانشير عليه في ظروف غامضة اثر تلاسن على ما يبدو، ما جعله أول اجنبي يقتل في الولاية منذ سنوات. على صعيد آخر، نجا قائد شرطة ولاية زابول الجنرال عبدالنبي إلهام من تفجير انتحاري استهدف موكبه لدى توجهه إلى مكتبه في مدينة كالات، وأدى إلى مقتل منفذ الهجوم وجرح 9 مدنيين من أصحاب المتاجر ومارة بينهم أطفال. ولم يصب الجنرال إلهام او أي من حراسه بأذى لأن موكبه مرّ قبل حصول التفجير. بانيتا وفي زيارة مفاجئة لكابول، اعلن وزير الدفاع الأميركي الجديد ليون بانيتا الذي تسلم مهمات منصبه مطلع الشهر الجاري ان «الهزيمة الاستراتيجية لتنظيم القاعدة باتت في متناول اليد». وأضاف بانيتا الذي شغل في العامين الاخيرين منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي أي): «اذا قضينا على عدد يتراوح بين 10 و20 مسؤولاً رئيسياً في القاعدة رصدوا بين باكستان واليمن والصومال وشمال افريقيا، نستطيع فعلياً الحاق هزيمة استراتيجية بالقاعدة وشلها، وقد حققنا بداية مهمة عبر التخلص من زعيم التنظيم اسامة بن لادن»، الذي قتلته وحدة كوماندوس اميركية في باكستان مطلع ايار (مايو) الماضي. وبحث الوزير الأميركي مع الرئيس الافغاني حميد كارزاي تسليم مهمات الأمن في بعض المناطق التي يسيطر عليها حلف شمال الاطلسي الى القوات الحكومية بدءاً من منتصف الشهر الجاري. والتقى وزيري الدفاع والداخلية الافغانيين لبحث الاهداف المشتركة خلال المرحلة الانتقالية، وخفض القوات، وتعزيز القوات الافغانية.