قتل نحو عشرة اطفال بغارات شنها الطيران السوري على مناطق عدة بينها غارة قتلت عائلة مكونة من والدين واولادهما الاربعة يبلغ اصغرهم ستة اشهر في بلدة تقع في ريف حلب شمالأ، كما قتل ثلاثة اطفال بغارات في شمال غربي البلاد، اضافة الى قتلى شرق دمشق وجنوبها، في وقت سيطر تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) على كامل الريف الشمالي لدير الزور في شمال شرقي البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس: «قتلت عائلة كاملة خلال قصف الطيران الحربي لبلدة تل رفعت شمال مدينة حلب»، مشيراً الى مقتل الوالدين واطفالهم الاربعة الذين تبلغ اعمارهم «عشر سنوات وست سنوات وسنتين وستة اشهر» خلال هذه الغارة التي استهدفت البلدة الخارجة عن سيطرة قوات النظام. وأشار مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «ان جيش بشار الاسد يدعي محاربة «الارهابيين» (اللقب الذي يطلقه النظام على المعارضين المسلحين)، هل يمكن لرضيع عمره 6 اشهر ان يكون ارهابياً؟». وقال «المرصد» ايضاً ان «الطيران الحربي قصف امس مناطق في أطراف قرية تل شعير بالريف الشمالي، بالتزامن مع فتح نيران رشاشاته الثقيلة على المنطقة ذاتها، وقصف ببرميلين متفجرين من الطيران المروحي ما أدى الى مقتل خمسة مواطنين». وبلغ عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء القصف ب «البراميل المتفجرة» والطيران الحربي، على مناطق في مدينة حلب وريفها منذ مطلع العام الجاري وحتى ليل 29 أيار (مايو) 1963 مدنياً بينهم 567 طفلاً، بحسب «المرصد». ويشن الطيران السوري منذ منتصف كانون الاول (ديسمبر) هجمات مكثفة على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها. ونددت منظمات دولية ودول بهذه الحملة التي أدت كذلك الى نزوح آلاف السكان وتدمير هائل بالمباني والبنى التحتية. ويقول ناشطون انها تهدف الى اخضاع المدينة بالنار، بعد ان تمكن النظام من طرد مقاتلي المعارضة من مناطق اخرى في البلاد عبر حصارها لاشهر طويلة، ما تسبب بنقص المواد الغذائية والطبية وقبول المقاتلين فيها بوقف القتال وبتسويات مع النظام بهدف فك الحصار. وظلت مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية سابقاً لسورية، في منأى عن اعمال العنف حتى بداية صيف 2012، عندما اندلعت فيها المعارك، وباتت القوات النظامية وفصائل المعارضة المسلحة تتقاسم السيطرة على احيائها. وأفاد «المرصد» ان «اشتباكات عنيفة دارت امس بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي جيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية وكتائب إسلامية من جهة أخرى في محيط مبنى الاستخبارات الجوية في حي الزهراء وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في حي مساكن هنانو». وفتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في حي الحيدرية بعد منتصف ليل السبت - الاحد. كما قصف الطيران المروحي صباح اليوم مناطق في احياء القاطرجي وطريق الباب والانصاري ما ادى الى مقتل رجل مسن في حي الانصاري وسقوط جرحى. وفي ريف ادلب بين حلب واللاذقية غرباً، تعرضت مناطق في بلدة جوزف في جبل الزاوية لقصف من قبل قوات النظام، كما قصف الطيران الحربي مناطق محيط حاجز الزعلانة قرب معسكر وادي الضيف ومناطق في بلدة كفروما ومحيط مدينة، وفق «المرصد». وبث نشطاء صوراً لانتشال جثث بعد غارة على بلدة احسم في جبل الزاوية. وقالت مصادر انه ارتفع الى ثلاثة اطفال عدد القتلى الذين قضوا جراء غارة من الطيران الحربي على محيط جامعة ايبلا الخاصة شمال بلدة سراقب. في ريف دمشق، لا تزال الاشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي «حزب الله» من جهة ومقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الاسلامية في بلدة المليحة شرق العاصمة، ما ادى الى مقتل سبعة من قوات المعارضة. وقال «المرصد»: «ارتفع الى 6 بينهم طفل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف لقوات النظام بقذائف الهاون على مناطق في مدينة دوما وتزامن مع غارات للطيران الحربي على المدينة، بينما استشهد مقاتل من الكتائب الاسلامية في اشتباكات مع قوات النظام في مزارع بلدة رنكوس ليل امس». وبين دمشق وحدود الاردن، «ارتفع الى 8 بينهم مواطنة عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف لقوات النظام بصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض، على منطقة في بلدة تسيل في درعا»، وفق «المرصد». وفي شمال شرقي البلاد، عقدت ليل أمس جلسة مفاوضات أخيرة بين «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) من طرف وأهالي بلدة خشام وتجمع «كتائب عبدالله بن الزبير» من طرف آخر في ريف دير الزور، بحسب «المرصد» الذي قال: «بعد فشل جلسة المفاوضات تم حجز الدولة الاسلامية لوفد بلدة خشام المفاوض عدة ساعات ثم تم الافرج عنهم، تبعه إعلان الدولة الاسلامية في العراق والشام عن تمديد الهدنة الى الساعة الواحدة ظهراً من اليوم الاحد (امس)، وإثر فشل المفاوضات قام اهالي بلدة خشام باقامة الحواجز في البلدة، واخلاء المواطنين من المنطقة الشمالية من البلدة». ودارت اشتباكات عنيفة بين «الدولة الاسلامية» و «جبهة النصرة» في محيط بلدة خشام، بالتزامن مع قصف قوات النظام لمطار دير الزور. وقالت شبكة «سمارت» المعارضة ان «داعش» سيطر على بلدة الحريجي في ريف دير الزور الشمالي، بعد اشتباكات مع كتائب إسلامية بينها «مجلس شورى المجاهدين» ما ادى الى فرض التنظيم «السيطرة الكاملة على الريف الشمالي لدير الزور». وأشارت الى ان 12 من «داعش» وستة من «مجلس شورى المجاهدين» قتلوا اول امس في «معارك عنيفة في منطقة منجم الملح في ريف دير الزور الغربي».