قتل 20 عنصراً على الأقل من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها السبت عندما فجر مقاتلو المعارضة نفقاً في مدينة حلب في شمال سورية، في وقت ألقت مروحيات «براميل متفجرة» على مدينة داريا غرب دمشق. وسيطر مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على بلدة في شمال شرقي البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بريد إلكتروني: «فجرت الكتائب الإسلامية صباح اليوم (أمس) نفقاً بالقرب من سوق الزهراوي في حلب القديمة، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 20 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وأشار إلى أن التفجير تبعته اشتباكات بين قوات النظام وعناصر الكتائب الإسلامية المقاتلة، ما أدى الى سقوط مقاتل معارض على الأقل. ونشرت «الجبهة الإسلامية»، وهي أكبر التشكيلات المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، شريط فيديو على حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، قائلة إنه لعملية التفجير. وسمعت في الشريط أصوات إطلاق نار كثيف، قبل حدوث انفجار ضخم أدى إلى قذف كميات هائلة من الأتربة والحجارة لعشرات الأمتار في الهواء. وبقيت أصوات الرصاص تسمع بعد الانفجار. ولم يكن في الإمكان التحقق من صحة الشريط من مصدر مستقل. وكثف مقاتلو المعارضة في الأسابيع الأخيرة من استخدام تكتيك تفخيخ الأنفاق في المعارك ضد القوات النظامية. ويقوم المقاتلون بحفر أنفاق بدءاً من مناطق يسيطرون عليها، وصولاً إلى مواقع تابعة للنظام. ويقومون عادة بتفخيخها وتفجيرها، أو يتسللون منها لشن هجمات. وتبنت «الجبهة الإسلامية» غالبية تفجيرات الأنفاق، وآخرها عملية نسف فندق الكارلتون الأثري في حلب القديمة الذي كانت تستخدمه القوات النظامية كمركز لها، ما أدى إلى مقتل 14 عنصراً منها في الثامن من أيار (مايو) الماضي، كما نسف مقاتلو المعارضة مقرين لقوات النظام في ريف إدلب في شمال غربي البلاد. وبقيت حلب، كبرى مدن الشمال السوري، في منأى عن النزاع الذي اندلع في سوريا منتصف آذار (مارس) 2011، إلا ان المدينة تشهد معارك يومية منذ صيف العام 2012، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها. وتعرضت مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها لحملة من القصف الجوي العنيف خلال الأشهر الماضية أدت إلى مقتل نحو ألفي شخص من المدنيين منذ مطلع العام 2014، بحسب «المرصد». وألقى الطيران المروحي أمس خمسة براميل متفجرة على مناطق في حي الصاخور (شرق)، ما أدى إلى مقتل امرأة، بحسب «المرصد»، كما تعرضت أحياء الشعار وكرم الجبل وبستان القصر لقصف مماثل. وأضاف أن الاشتباكات استمرت «بين قوات النظام مدعمة بكتائب البعث الموالية لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في محيط قلعة حلب ومنطقة السبع بحرات وسوق الزهراوي بحلب القديمة، عقب تفجير الكتائب الإسلامية النفق قرب سوق الزهراوي في حلب القديمة». في دمشق، «تجددت الاشتباكات بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في الجهة الشمالية من مدينة داريا بالغوطة الغربية، وسط قصف من قبل قوات النظام على منطقة الاشتباكات» وفق «المرصد»، الذي أفاد بأن بلدة المليحة ومحيطها شهدت اشتباكات بالتزامن مع قصف من قوات النظام على مناطق في البلدة ومحيطها. وبين دمشق وحدود الأردن، قال «المرصد»: «سمعَ دوي انفجار في درعا البلد في مدينة درعا. كما جدد الطيران المروحي قصفه بالبراميل المتفجرة على مناطق في مدينة إنخل. وقتل رجلان جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في مدينة بصرى الشام». وفي وسط البلاد، تعرضت أماكن في منطقة الحولة لقصف من قبل قوات النظام مع تجدد «الاشتباكات بين جبهة النصرة وكتائب إسلامية من طرف وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر على أطراف قرية أم شرشوح في ريف حمص الشمالي، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام»، وفق «المرصد». «داعش» وفي شمال شرقي البلاد، سيطر مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي باستثناء منطقة الجبل ومدرسة البنات القريبة منه، وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية المقاتلة. وكان «داعش» سيطر على معظم ريف دير الزور، إضافة إلى سيطرته على مدينة الرقة المجاورة. في المقابل، شن مقتلو «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية حملة دهم لمنازل مواطنين وأماكن في مدينة دير الزور بحثاً «عمن يشك بانتمائهم» إلى «داعش»، وكان بين المراكز التي تعرضت للدهم مكتب إعلامي في مدينة دير الزور، حيث صادروا أجهزة إنترنت ومعدات للعمل من المكتب. وقالت مصادر ل «المرصد» إن مقاتلي «جبهة النصرة أطلقوا النار على سيارة لاعتقادهم أنها سيارة تابعة للدولة الإسلامية»، في حين لقي مقاتلان من كتائب إسلامية مصرعهما خلال اشتباكات مع «داعش» في بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، التي سيطر «داعش» على أجزاء واسعة منها باستثناء منطقة الجبل ومدرسة البنات القريبة منه، عقب اشتباكات مع الكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة». وفي الغضون، تجددت الاشتباكات بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» من طرف ومقاتلي «داعش» ومسلحين موالين لها من طرف آخر في قرية الراوية ومنطقة مبروكة في الريف الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه)، بينما وردت معلومات عن مقتل مواطنين اثنين جراء سقوط قذائف على قرية نوكران بريف رأس العين أطلقها مقاتلو «داعش»، وفق «المرصد». ووصلت قافلة من المساعدات الإغاثية إلى مدينة الرقة التي يسيطر عليها «داعش» حيث تم إفراغ حمولة الشاحنات في أحد مستودعات منظمة الهلال الأحمر، في انتظار توزيعها على المواطنين في المدينة.