واصل الطيران السوري غارته على حلب وريفها في شمال البلاد، في وقت دارت مواجهات بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ومقاتلي المعارضة في شمال شرقي البلاد. وأفيد بإعدام «داعش» خمسة أفراد من أسرة علوية في وسط سورية بينهم مسن يبلغ عمره أكثر من مئة سنة. في غضون ذلك، تتواصل أعمال العنف لا سيما في حلب (شمال) حيث واصلت القوات النظامية قصفها الجوي على مناطق سيطرة المعارضة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بريد إلكتروني: «استشهد رجل معمر يبلغ من العمر 102 عام، وولده، وحفيده وزوجة حفيده وابنتهما، اثر هجوم مقاتلين من الدولة الإسلامية في العراق والشام على قرية زنوبة في الريف الشرقي لمدينة سلمية» في محافظة حماة في وسط البلاد، موضحاً أن الهجوم وقع ليل الخميس 29 أيار (مايو) الماضي وأن «العائلة التي قتلت هي من الطائفة العلوية، وبعض أفرادها أحرقوا والبعض الآخر تم قتله وهو نائم». وأطلق المسلحون النار على الرجل المسن أثناء نومه، بحسب «المرصد». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» أن القرية حيث وقع الهجوم، معظمها أراض زراعية ويقطنها عدد محدود من الأشخاص. وتقع القرية على مقربة من منطقة يسيطر عليها تنظيم «داعش»، لافتاً إلى أن أسباب الهجوم غير واضحة. وتتهم المعارضة السورية والناشطون التنظيم الجهادي بالتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية وارتكاب «إساءات» في مناطق تواجده، تشمل أعمال الخطف والإعدام والاعتقال. وتخوض تشكيلات من المعارضة معارك عنيفة ضد التنظيم منذ كانون الثاني (يناير)، أدت إلى مقتل أكثر من ستة آلاف شخص، بحسب «المرصد». وأفادت مصادر المعارضة أن 12 من مقاتلي «داعش» قتلوا أول من أمس خلال اشتباكات مع فصائل «مجلس شورى المجاهدين» في بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي في شمال شرقي البلاد. وقال مراسل شبكة «سمارت» إن الاشتباكات جاءت بعد ساعات من سيطرة تنظيم «الدولة» على البلدة. وأوضح أن التنظيم انسحب من معمل الغاز في حقل «كونيكو»، لمؤازرة عناصره في محيط بلدة البصيرة. ويضم «مجلس شورى المجاهدين»، عدّة فصائل من الجيش الحر و»الجبهة الإسلامية» و»جبهة النصرة». وقال «المرصد» أمس: «دارت اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية في محيط بلدة الكسرة ومحيط منجم الملح في ريف دير الزور الغربي ومنطقة الشولا جنوب غربي مدينة دير الزور ومنطقة المعامل في مدخل مدينة دير الزور وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع إغلاق مداخل إلى مدينة دير الزور جراء الاشتباكات». وفي حلب شمالاً، قال «المرصد» إن الطيران المروحي قصف أحياء تسيطر عليها المعارضة ب «البراميل المتفجرة»، بينها بعيدين والقاطرجي وقاضي عسكر، من دون أن يفيد عن وقوع ضحايا. وتتعرض مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها لقصف عنيف من الطيران السوري خلال الأشهر الماضية، ما أدى إلى مقتل قرابة ألفي مدني منذ مطلع عام 2014، بحسب «المرصد». إلى ذلك، قتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم طفل، في قصف مقاتلي المعارضة الأحد أحياء يسيطر عليها النظام في حلب، بينها العزيزية والجميليلة ومنطقة القصر البلدي، بحسب «المرصد». وبقيت حلب مدة طويلة في منأى عن النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011. وتشهد المدينة معارك يومية منذ صيف عام 2012. ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها. وأفاد «المرصد» عن مقتل خمسة عناصر من القوات النظامية في معارك مع مقاتلين معارضين في الريف الجنوبي في حلب. وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «يدين استمرار النظام بحملته الجوية لتدمير حلب وارتكابه مجزرة راح ضحيتها قرابة 20 مدنياً وجرح العشرات عندما ألقت طائراته البراميل المتفجرة على حي بستان القصر في حلب». وأضاف: «نجدد التشديد على ضرورة تقديم الدعم العسكري اللازم للجيش السوري الحر، خصوصاً الأسلحة المضادة للطيران، لتمكينه من تحييد سلاح جو النظام الذي يدمر البنى التحتية للبلاد ويمطر الموت على المدنيين كل يوم في سورية». في دمشق، سقطت قذيفة هاون في المنطقة الواقعة بين برج الوزارة والسكن الشبابي في بلدة قدسيا، في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية في محيط مدينة داريا في الغوطة الغربية، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في المدينة»، بحسب «المرصد» الذي أفاد أيضاً باستمرار «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات عربية من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها، وسط تنفيذ الطيران الحربي 5 غارات جوية على البلدة وقصف قوات النظام بقذائف المدفعية وبصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض على مناطق في البلدة وبساتينها».