ونحن نعيش عصر الاحتراف تبرز سلبيات كثيرة هنا وهناك، أظن أن أهم سلبية يعيشها احترافنا هي الحقوق المالية لكل أطراف المنظومة الرياضية. ويطل علينا سؤال مهم، هل وزارة المالية وحدها سبب المشكلة في تنظيم الأمور المالية؟ أم أن المسؤولين في رعاية الشباب يتحملون وزر تفاقم الأزمة؟ أن يبنى مقر لنادي فيحتاج الأمر لسنوات وحب خشوم، وإذا صدر القرار فأبشر بطول سلامة يا مربع! لكن تعاقد المنتخب مع مدرب برواتب تفوق ال 50 مليون ريال فهذا الأمر يتم في لمح البصر! أن ننظم اجتماعات ونرعى بطولات ونصرف صرف حاتم الطائي فنجد ألف بند وبند أما أن نعطي الحكام حقوقهم فالبند لا يحتمل أبداً! حل هذا الأمر لا يستلزم تدخل البنك الدولي لتنظيم أمورنا المالية، بل كل ما يحتاجه الأمر هو فكر جديد للمنظومة الاحترافية عندنا، ما الذي يمنع أن تلزم الأندية بإيداع مرتبات اللاعبين في البنوك مثل موظفي الدولة وتكون الرئاسة هي الضامن للبنوك وتقتص من مبالغ الأندية المقررة لها وصرفها كرواتب، لأنه للأسف رواتب اللاعبين تأتي في آخر المقام بعكس المدربين واللاعبين الأجانب الذين يعاملون معاملة الأباطرة! ما الذي يمنع أن تخصص كل مبالغ «ساهر» الرياضي من عقوبات مالية بحق الأندية ومنسوبيها للصرف منها للحكام ومن في دائرتهم، وتمنح اللجنة بداية كل موسم مبلغ سلفة يتم من خلاله الصرف أولاً بأول على المباريات وضمان حفظ الحقوق للأطراف كلها. ما تزال المشكلة الأكبر عندنا هي عدم وجود المتخصصين في الأماكن التي تستحقهم وما يزال معهد الإدارة يتفرج على واقع رياضتنا الإداري ولا يقوم بمبادرة تصحيحية، بل أظن أن دخول أرامكو بشكل موسع سيمنح هيكلنا الرياضي صلابة أكثر، أيضاً مركز القياس والتقويم الوطني نحتاج إليه في فرز الموارد البشرية المنتمية للشأن الرياضي، وما أزال أحلم برخصة مهنية تخول للواحد أن يمارس عملاً ذا شأن بالرياضة عندنا من قريب أو بعيد لنستطيع إيقاف كثير من المتردية والنطيحة في شأننا الرياضي! أيضاً ما تزال إداراتنا الرياضية تمارس الجفاء مع اللاعبين القدامى.. ويتحمل اللاعبون أيضاً جزءاً من تلك المشكلة بسبب تقاعسهم عن المطالبة بوضع طبيعي لهم نظرة بسيطة في العالم نجد أن روؤساء الاتحادات لاعبون كبار كبنكباور الألماني وبلاتيني الفرنسي ونجد أن أشهر المدربين كريكارد ومانشيني أيضاً كانت لهم صولات وجولات أما لاعبونا الكبار فهم للأسف إما محللون وفق علاقات شخصية تحكم العلاقة أو يمارسون أدواراً ثانوية أتت إليهم من باب اذكرني عند ربك! الحياة سلسلة أجيال لابد لكل جيل أن يمنح من بعده خلاصة خبرته لأجل أن تستمر المنظومة في مواكبة التطورات والمتغيرات. الاحتراف كل وليس جزءاً، وفي 2014 سنكمل عقدين وأكثر على تجربتنا فهل من قراءة فاحصة للتجربة.. وهل من استشراف للرياضة السعودية بعد عقدين من الزمن؟ لست متفائلاً كثيراً ولكن ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! [email protected]