الإعلام الرياضي عندنا لا يجد صعوبة في إيجاد حدث يتتبعه وينسج منه القصص والحكايات، بل إن بيئتنا الرياضية تسمح في حال عدم وجود حدث أن نصنع حدثاً من لا شيء. بنظرة بسيطة إلى محتوى إعلامنا بقنواته المختلفة ومقارنته بمحتوى إعلام من يسكن بجوارنا، نجد أن إعلامنا يكتظ بالإشاعات والتصريحات التي تشغل عن المشكلات الأصلية، وأصبحت للإعلام سطوة تجعله يكون السلطة الرابعة بحق، وتجعل كل رئيس جديد أو مسؤول يحدث نفسه في أول أيامه كيف يكسب الإعلام في صفه. شئنا أم أبينا، صحونا متأخرين واكتشفنا أن إعلامنا أكبر من اللازم ويعاني من تضخم يجر علينا الويلات تلو الأخرى، وأصبح من اللازم أن نكبح هذا التضخم حتى يعود الإعلام الرياضي لوضعه الطبيعي ويمارس سلطاته للبناء والتصحيح لا للهدم والتفرقة. تتعدد المواثيق الإعلامية وتتكاثر الألوان والأطياف الصحافية، ولكن يبقى الالتزام الصحافي والحس المهني هو الفيصل والفرقان المبين، وعدم وجود تشريعات قوية تجعل الحابل بالنابل في إعلامنا هو بطل المشهد للأسف..! الآن شركات الاتصالات بقوتها الإعلانية وحجم المال الذي تضخه في القنوات الإعلامية المختلفة تجعل كل وسيلة إعلامية تفكر قبل المرة مليون في نشر نقد أو خطأ لهذه الشركة مخافة أن تخسر نصيبها من الكعكة، فتحرص كل الحرص ألا يخرج شيء إلا وهو يملك حق اليقين وكل اليقين، فالتعامل الذي تجده شركات الاتصالات والشركات المعلنة الأخرى لما لا تحظى به مؤسساتنا الرياضية ومن ينتمي لها وتجعل الإعلامي يفكر ويمحص في أوراقه وهو يقدم موضوعه، وتحرص المنشأة الإعلامية على التأكد من سلامة كل شيء قبل النشر..! أنا هنا لا أدعو لتكميم المنابر الرياضية، لكن لإيقاف «الهيصة» و«الليصة» التي لا تمنح رياضتنا إلا «الحيص» و«البيص»..! أظن أن هناك فئة من الكبار في رياضتنا هم من يسعون لتلك «الشوشرة» لأجل تغطية كثير من العيوب وصرف الناس عن كثير من التخبطات إما داخل الاتحادات أو في الأندية نفسها، وهؤلاء لا بد للمسؤولين في إعلامنا الرياضي من إيقاف عبثهم هذا ورفع راية التسلل ومنح البطاقات الحمراء إن لزم الأمر. [email protected]