أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن «الحكومة ستتقدم من المجلس النيابي الاسبوع المقبل (بعد غد الثلثاء) لنيل الثقة، على أساس بيان وزاري واقعي وعملي ضمنته الافكار والاقتراحات والمشاريع التي تعتبرها قابلة للتنفيذ في مختلف الميادين». وقال ميقاتي في لقاء أمس مع الصحافيين المعتمدين في السراي الكبيرة: «إننا نأمل أن تكون جلسات مناقشات البيان الوزاري بناءة ومفيدة للبنانيين جميعا، وأن تتم مقاربة المسائل المطروحة بروح التعاون الايجابي لحفظ وطننا، ومواجهة الاستحقاقات والتحديات بعيداً من السجالات العقيمة والمزايدات المجانية ولغة التحدي والتخوين والاتهام التي ملّ اللبنانيون جميعاً سماعها». وأضاف: «إن حكومتنا التي رفعت شعار كلنا للوطن كلنا للعمل عازمة، بثقة مجلس النواب، على أن تكون حكومة كل لبنان وجميع اللبنانيين الى أي جهة انتموا، وهذا ما أكدنا عليه منذ اليوم الاول للتكليف ومن ثم بعد التأليف بصرف النظر عما يصدر من مواقف عن المعارضة او غيرها، والأولوية لدى الحكومة ستكون للعمل على حفظ وحدة لبنان واستقراره وإعادة الثقة بين أبناء الشعب الواحد. وإذا كان فريق سياسي قرر حجب الثقة عن الحكومة فهذا الأمر من أصول اللعبة الديموقراطية التي نأمل ان تمارس سياسياً وموضوعياً ولا تتوسل الا الوسائل السلمية «. وأشار ميقاتي الى أن «بعض التوصيفات التي اعطيت للحكومة والتي سيتكرر تردادها حتماً لدى مناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب، استبقت وتستبق عمل الحكومة، وفي بعضها شعارات جاهزة اوغب الطلب تثير المشاعر وتستدر ردود أفعال. واذا كنا آثرنا حتى الآن عدم الدخول في جدال فلأننا لا نريد أن يصرفنا أي أمر عما هو أهم في أولوياتنا وهو ان تنطلق الحكومة في عملها بعد الشلل الذي ضرب البلاد أشهراً، وترك لأفعال الحكومة ولأدائها أن يشكلا الرد العملي على هذه التوصيفات». وقال: «ضمنا البيان الوزاري العناوين الاقتصادية والمالية والاجتماعية والادارية التي تشكل أولوية لدينا وفي مقدمها العمل لتوفير المناخات الملائمة للمشاريع والاستثمارات التي توفر فرص عمل جديدة لا سيما لجيل الشباب ومعالجة النزف المالي للخزينة العامة وضبط الاسعار وإصلاح القطاعات التي ترهق الخزينة وفي مقدمها الكهرباء وملء الشواغر الكبيرة في الادارات العامة لتحريك إنتاجيتها وتسهيل فرص الاستثمار. كما أننا نتطلع الى تعاون كامل مع مجلس النواب في سبيل اقرار رزمة من مشاريع القوانين التي تمكن الحكومة من تحقيق الاصلاحات المنشودة». ووعد بمواكبة الحكومة «بعناية فصل الصيف الذي انطلق واعداً ونتطلع فيه الى توافد الاخوة العرب السيّاح الى الربوع اللبنانية». بييتون: «يجب ان يستتبع بأفعال» وكان ميقاتي التقى السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون ووفداً برئاسة رئيس «جامعة باريس ديكارت» عقل خان ومستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للشؤون الصحية أرنولد ميونيخ، لمناسبة توقيع إتفاقيتي تعاون بين «جمعية العزم والسعادة الاجتماعية» وكل من جامعة باريس ووزارة الصحة الفرنسية لانشاء مستشفى للاطفال في طرابلس وتأهيل الكوادر الطبية والادارية التابعة للمستشفى». واوضح بييتون ان «المجمع الصحي المتخصص سيكون في شمال لبنان، وهي المنطقة التي تفتقد الى العديد من البنى التحتية الاستشفائية وصولاً الى إنشاء مستشفى للاطفال. كل هذه المشاريع تؤكد التزام فرنسا دعم لبنان وتطوير التعاون معه». وعن الموقف الفرنسي من البيان الوزاري، قال: «إنه موضع درس حالياً، وعبرنا عن موقفنا من أنه يجب ان يستتبع بأفعال، وسنرى ما سيصار فعله بالنسبة الى موضوع المحكمة الخاصة بلبنان. البيان الوزاري لم تتم الموافقة عليه بعد في مجلس النواب وبالتالي من السابق لاوانه التعليق عليه، ولكن الايجابية هو أن نرى الحكومة اللبنانية تعمل». ونقل قنصل إرلندا الفخري لدى لبنان السفير جورج سيام «إلتزام إرلندا تجاه لبنان وحرصها على سيادته واستقراره وأيضا على رغبتها في رؤية السلام يتحقق في الشرق الأوسط وفقاً لمبادىء ميثاق الأممالمتحدة».