أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن «ما يهمنا في الموضوع السوري أن يتوقف العنف وإراقة الدماء، ونعتبر أن مبادرة كوفي أنان جيدة في هذا الإطار». وواصل ميقاتي زيارته الرسمية لبلجيكا، وعقد اجتماع عمل مع رئيس مجلس النواب أندريه فلاهو في البرلمان شارك فيه وزير الخارجية عدنان منصور ووزير الاقتصاد نقولا نحاس والقائمة بأعمال السفارة اللبنانية جوانا قزي. وركز فلاهو على «أهمية التعاون بين لبنان وبلجيكا سياسياً واقتصادياً وبرلمانياً وثقافياً»، وأكد «دعم عمل «يونيفيل» ومشاركة بلاده فيها، عبر كتيبة خاصة بنزع الألغام»، مشيراً إلى أنه «كان من أشد المؤيدين لإرسال كتيبة عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع عام 2006». وشكر ميقاتي لبلجيكا دعمها للبنان، وقال: «إن وجود الجنود الأوروبيين وخصوصاً الكتيبة البلجيكية في لبنان أمر مهم جداً، لجهة الجهود في نزع الألغام ومساعدة الجيش اللبناني في هذه العملية». وشدد على «أولوية دعم المجتمع الدولي ولا سيما بلجيكا، الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالعتاد والخبرات لكي تتمكن من القيام بواجباتها كاملة وتحديداً المهمات المنصوص عنها في القرار الدولي 1701». وعقد ميقاتي اجتماعاً مع رئيسة مجلس الشيوخ سابين دو بيتون، وتناول التعاون القائم بين البلدين لا سيما عبر لجنة الصداقة اللبنانية - البلجيكية، إضافة إلى كيفية إفادة لبنان من الخبرات البلجيكية على صعيد قانون الانتخاب، ومشاركة المرأة اللبنانية في الحياة العامة. وعبرت دو بيتون عن سعادة بلجيكا للمشاركة في أنشطة الأممالمتحدة في جنوب لبنان ونوهت «بالدور الفاعل للبنانيين المقيمين في بلجيكا». ونوّه ميقاتي «بالعلاقات الممتازة التي تربطنا بدول الاتحاد الأوروبي وبلجيكا وباليونيفيل خصوصاً، ونسعى لتعزيز الاستقرار في جنوب لبنان، كما أننا نعتبر أن مفتاح السلام حل القضية الفلسطينية، ولكننا نرى أننا لسنا قريبين من هذا السلام بسبب السياسة الإسرائيلية». ورداً على استيضاح الجانب البلجيكي عن الموقف اللبناني من أحداث سورية، شرح ميقاتي سياسة الحكومة «القائمة على إبعاد لبنان قدر المستطاع عن تداعيات الوضع السوري وتركيزها على تحقيق الاستقرار الداخلي». وشدد على أن «لبنان يقوم بواجباته الإنسانية كاملة تجاه السوريين الذين نزحوا موقتاً إلى لبنان»، مشيراً إلى «التعاون القائم مع المنظمات الدولية في هذا الإطار وإلى تقدير هذه المنظمات جهود الحكومة اللبنانية». والتقى ميقاتي عصراً رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو الذي عبر عن « تفهمه لموقف الحكومة اللبنانية تجاه الوضع السوري»، موضحاً أن «أوروبا تتفهم حساسية موقف حكومة ميقاتي وتثمن ما يقوم به لبنان تجاه اللاجئين القادمين من سورية». وأشار في مؤتمر صحافي عقده مع ميقاتي إلى «استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم المساعدة للبنان، عبر المنظمات الدولية المتخصصة، من أجل مساعدته على النهوض بعبء اللاجئين على أراضيه». الاولوية لوقف العنف ورفض رئيس المفوضية الأوروبية التكهن بسيناريوات مقبلة حول طبيعة التصرف الدولي تجاه سورية في حال فشلت خطة المبعوث الدولي- العربي كوفي أنان. وشدد على «موقف أوروبا الداعم من دون أي تحفظ لمخطط أنان». وزاد: «لا نريد اللجوء إلى تكهنات فالأولوية وقف العنف وإدخال المساعدات الإنسانية». كما رفض التعليق على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي (آلان جوبيه) الذي لمح إلى إمكان اللجوء إلى القوة العسكرية في حال فشل مخطط أنان، لافتاً الى أن المفوضية تعبر عن موقف الاتحاد الأوروبي ككل. وشدد على «ضرورة العمل من أجل تأمين فرص النجاح للبنود الستة».