تباشر اللجان النيابية اللبنانية المشتركة اليوم في المجلس النيابي البحث في مشروع قانون الكهرباء الذي أحالته الأمانة العامة لمجلس الوزراء إلى البرلمان أمس بصفة المعجل، وهو يرمي إلى إقرار قانون برنامج لتنفيذ أشغال كهربائية لإنتاج 700 ميغاوات ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية من اجل تمكين وزارة الطاقة والمياه من تنفيذ خطوة من خطوات ورقة سياسة قطاع الكهرباء (قدمها وزير الطاقة جبران باسيل) وفقاً لما ورد فيها ولما جاء في البيان الوزاري للحكومة. وتمنت الحكومة من المجلس النيابي اقرار المشروع الذي ارفق بمذكرة تبرر الاستعجال. ولوحظ أن المشروع المحال لم يتضمن «الهيئة الناظمة» ولا تشكيل مجلس إدارة جديد ولا حتى دفتر شروط لإشراك القطاع الخاص. وأكدت مصادر نيابية أن مشروع القانون «لن يمر من دون تعديلات، وهذا الاتجاه لن يقتصر على نواب المعارضة، وإنما سيعترض عليه أيضاً نواب من الأكثرية بحيث سيحصل خلط أوراق في المجلس النيابي حول مشروع الكهرباء». إلى ذلك تناول رئيس المجلس النيابي نبيه بري التطورات والشأن الداخلي مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي كان عرض مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا، الأوضاع السياسية الراهنة. وعلم أن ميقاتي أثار مع بري التعديلات التي أدخلت منذ البداية على المشروع واللغط الذي أثير حولها وعولج، وما يحكى عن وصول المشروع نفسه إلى المجلس بغير الصيغة المتفق عليها. وأكد بري في لقاء الأربعاء النيابي «عدم استعداده للدخول في المهاترات والسجالات الداخلية». وتناول التطورات الجارية مع النواب وأطلعهم على أجواء لقائه اول من أمس مع موفد الرئيس الروسي واجتماعه امس مع السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون. ونقل نواب عنه أنه جرى التطرق إلى مشروع قانون خطة الكهرباء، فأكد بري «أهمية إنجاز المشروع من أجل معالجة هذه المشكلة التي تنعكس على حياة المواطنين»، مشيراً إلى «أنه في ضوء إنجاز اللجان عملها ستكون هناك دعوة لانعقاد الهيئة العامة في أسرع وقت لمناقشة المشروع وإقراره»، مجدداً القول إن «المجلس سيقوم بواجبه تجاه هذا الموضوع وكل الملفات والقضايا المطروحة». وتناول اللقاء ردود الأفعال على المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي، ونقل نواب عن بري أن «مواقف غبطته هذه هي تعبير عن موقف وطني تجاه التطورات التي تحصل في لبنان والمنطقة وهي تعبير أيضاً عن مخاوف حقيقية من تداعيات ما يحصل على وضع المسيحيين وفيها حرص على لبنان واللبنانيين». ونقل السفير بييتون عن بري، بعد لقاء بينهما في ساحة النجمة، إشادته بزيارة الراعي فرنسا والمواقف التي نقلت عن الراعي، واهتمام فرنسا بوضع الوحدة الفرنسية العاملة في «يونيفيل» في الجنوب. وأوضح بري أن «كل الوحدات العاملة في هذه القوات موجودة في إطارها وبطلب من لبنان ويهمنا سلامتها». كما أثار بري قضية الإمام موسى الصدر «وما يمكن أن تقدمه فرنسا من مساعدة نظراً لموقعها وعلاقتها مع ليبيا في الوقت الحاضر والسعي لكشف مصير الإمام الصدر ورفيقيه». وفي موضوع الكهرباء، أكد رئيس لجنةِ الطاقة النيابية محمد قباني أن مشروع الكهرباء الذي أقرته الحكومة «لن يؤمن سوى عدم التراجع في ساعاتِ التغذية». واستبعد أن تطول نقاشات اللجان النيابية لمشروع الكهرباء، مشيراً إلى أن «النقاش سيكون علمياً وموضوعياً حول عددٍ من الملاحظاتِ قبل إقرارِ القانون، وهي تتعلق بكيفية التوجه إلى الصناديق للاقتراض، وبالهيئةِ الناظمة لقطاع الكهرباء، إضافةً إلى نوعية المعامل والوقود والدراسات البيئية». واتهم قباني باسيل ب «الكذب على الناس وبعدم احترام عقول المواطنين»، وقال إنه «يقوم بالكثير من الأعمال المخالفة للقانون، منها محاولته تلزيم ما يسمى مقدمي الخدمات»، التي قال إنها «عمليةسرقة موصوفة». ميقاتي: «لست مستعداً للسجال» وفي النشاط السياسي قال ميقاتي وفق ما نقل عنه نقيب الصحافة محمد البعلبكي: «أنا قلت ما قلته بكل وضوح وكل صراحة وموضوعية في الحديث التلفزيوني الأخير، ولست مستعداً للخوض في أي سجال سياسي حول ما قلته. وربما هذا الأمر لم يعجب البعض لكن اكرر احترامي لحق الاختلاف ولرأي الآخر ضمن إطار المستوى الذي يجب أن نحرص جميعاً على الالتزام به في حوارنا السياسي».