جال السفير الفرنسي في بيروت دينيس بييتون أمس على كل من الرئيس السابق للحكومة اللبنانية النائب نجيب ميقاتي والنائب ميشال المر ووزير الاقتصاد محمد الصفدي ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. ونوه ميقاتي ب«نهج الديبلوماسية الهادئة التي تتبعها فرنسا في مقاربة الملفات المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط وسعيها الدؤوب لتحقيق السلام العادل والشامل ورفض المحاولات الإسرائيلية المتكررة للالتفاف على الحقوق العربية من خلال المضي في سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية». وشكر لفرنسا «دعمها المستمر للبنان في كل المحافل ومؤازرتها له لتحقيق الإصلاحات المطلوبة في المجالات كافة، لا سيما منها الاقتصادية والمالية». أما السفير الفرنسي، فأكد أن اللقاء تناول «الوضع في منطقة الشرق الأوسط على ضوء اجتماع الرئيس ساركوزي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بالأمس، واللقاء المرتقب غداً بين الرئيس ساركوزي والرئيس السوري بشار الأسد، إضافة الى زيارة الرئيس ساركوزي المرتقبة للمملكة العربية السعودية»، معرباً عن تفاؤله ب«تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، ولدينا ملء الثقة بقدرة الرئيس (سعد) الحريري على النجاح في مهمته وهو يمتلك الكثير من الميزات». وأكد المر خلال استقباله بييتون أن «فرنسا لعبت دوراً مهماً في إنهاء الأزمة الحكومية في لبنان» وأن «الدور السوري كان فاعلاً لإنهاء الأزمة الحكومية»، مشيراً الى أن «القمة التي عقدت في دمشق بين الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الأسد خطوة إيجابية تأتي كي يعطى لبنان الدعم السوري الذي نحن في حاجة إليه، كي تستقر الأوضاع وتهدأ وتزول الأجواء المتشنجة»، معتبراً أن زيارة الحريري سورية «ستتم خلال الفترة المقبلة وقريباً جداً». وأكد المر أن البيان الوزاري «لن يكون مشكلة ولن يكون صعباً، وكل الملفات الساخنة ستطرح في طاولة الحوار في القصر، لأن الرئيس سليمان مصمم على الدعوة إليها بعد أن تنال الحكومة الثقة من المجلس النيابي». ودعا المر الأجهزة الأمنية الى «تكثيف عملها لأن الوضع لم يعد يحتمل»، مشيراً الى أن وزير الداخلية زياد بارود «يقوم بواجباته»، وأنه سيلتقي بارود خلال أيام، مستبعداً عدم إجراء الانتخابات البلدية. وبعد لقائه الصفدي، توقع بييتون «انطلاقة إنتاجية جيدة للحكومة الجديدة»، وأبدى «استعداد لبنان لتطوير علاقاته الاقتصادية والتجارية مع فرنسا»، لافتاً الى أنه تطرق مع الصفدي إلى «مشاريع الحكومة اللبنانية في مجال الخصخصة وعرضنا للمفاوضات التي يجريها لبنان للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية». وبعد زيارته فرنجية، أعرب بييتون عن استعداد بلاده «مساندة الحكومة اللبنانية ودعمها»، مؤكداً أن «فرنسا ستبقى إلى جانب لبنان كما كانت دوماً وهي تريد أن ينجح الرئيس سعد الحريري وحكومته كذلك».