دمشق - أ ف ب - قتل 6 متظاهرين الجمعة عندما اطلقت قوات الامن السورية النار على متظاهرين، فيما شهدت مدن عدة تظاهرات حاشدة أضخمها في مدينة حماة (وسط) تخطى عدد المشاركين فيها نصف مليون متظاهر للمرة الاولى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في منتصف آذار (مارس). وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعتبرت الجمعة ان "الوقت ينفد" بالنسبة الى النظام السوري، بينما لا يزال الحلف الاطلسي يستبعد أي تدخل عسكري في سورية. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة "فرانس برس" إن "ستة متظاهرين قتلوا عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين في مدن سورية عدة"، موضحاً أن "ثلاثة أشخاص قتلوا في حمص (وسط) واثنين في حي القدم في دمشق، اضافة الى قتيل في داريا" (ريف دمشق). من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "مسلحين قطعوا الطريق في حي القدم واطلقوا النار باتجاه قوات حفظ النظام"، معلنة عن "استشهاد مدني برصاص مسلحين". وذكر التلفزيون السوري في خبر عاجل ان "مسلحين اطلقوا النار على المدنيين وقوات الشرطة في حي القصور في حمص"، لافتاً الى "استشهاد مدني وشرطي". ولفت قربي الى مقتل شخص سابع "في حي المسبح في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) متاثراً بجراحه عندما ألقى مجهول قنبلة من سيارة"، موضحاً ان "هذا الحي لم يشهد أي تظاهرات اليوم". وتحدث ناشطون عن خروج مئات الالاف من المتظاهرين في مدن سورية عدة تلبية لدعوة الى التظاهر في يوم "جمعة ارحل" للمطالبة باسقاط النظام. وذكر ناشطون حقوقيون فضلوا عدم كشف اسمائهم، أن "اكثر من 400 ألف شخص تظاهروا الجمعة في مدينة حماه"، مشيرين الى ان "المتظاهرين قدموا من مساجد وقرى مجاورة عدة". بدوره، أكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مدينة "حماه شهدت اليوم اكبر تظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد في منتصف آذار، شارك فيها اكثر من نصف مليون متظاهر". وذكر ناشط آخر أن اكثر من 100 الف متظاهر شاركوا اليوم في التظاهرات التي خرجت في عدة احياء من حمص بينها حي الخضر وباب السباع وباب الدريب والوعر والغوطة والقصور. واضاف الناشطون ان المتظاهرين في باب السباع دخلوا الأزقة الضيقة بعد تعرضهم لاطلاق نار بغزارة غير معهودة وقنابل دخانية وقنابل صوتية وطلقات من مدافع ال "بي تي آر" في القلعة، مشيرين الى حالة رعب حقيقية في باب السباع. كما شمل اطلاق النار الغزير منطقتي الغوطة والانشاءات وفي بابا عمرو باتجاه المخيم الفلسطيني القريب، وفي حي القصور حيث انفضت التظاهرة بعد القمع الشديد، بحسب الناشطين. وخرج نحو 60 الفا للتظاهر في مدينة دير الزور (شرق) منطلقين من مساجد عدة وبخاصة من المسجد الكبير باتجاه ساحة الحرية و40 ألف متظاهر في معرة النعمان (شمال غرب) التي وفد اليها المتظاهرون قادمين من عدة قرى في جبل الزاوية الذي يشهد عمليات عسكرية منذ عدة ايام. كذلك، تظاهر نحو 15 الف شخص في مدينة القصير (ريف حمص) والمئات في الميادين (شرق) والبوكمال (شرق) وبنش وكفر نبل الواقعتين في ريف أدلب وفي جبلة (غرب) وطفس (ريف درعا) جنوب البلاد. وفي ريف دمشق، جرت تظاهرات حاشدة في حي الميدان وحي القدم والحجر الاسود والقابون وجديدة عرطوز ومضايا وقطنا والزبداني كما اشترك الاطفال والنساء في تظاهرة في المعضمية تطالب برحيل النظام (ريف دمشق) وفي عامودا (شمال شرق). وشهدت مدينة حلب تظاهرات في أحياء المشهد وصلاح الدين والاشرفية والصاخور وسيف الدولة الذي حاصرته قوات الامن واعتقلت متظاهرين. وجرت محاولات للتظاهر في مدينة داريا (ريف دمشق) التي شهدت اعتقالات صباح اليوم قبل صلاة الجمعة كما انتشرت قوات الامن بشكل كثيف ايضاً في بانياس الساحلية (غرب) وطوقت العديد من المساجد لمنع المصلين من التظاهر. وبثت المواقع الالكترونية شريطا مصورا بينت فيه تظاهرة جرت في حي القدم شارك فيها مئات المتظاهرين مرددين شعارات تدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى الرحيل "ارحل ارحل يا بشار دم الشهداء شعلة نار". وقام متظاهرون في اللاذقية باحراق العلم الروسي والايراني. وفرقت قوات الأمن متظاهرين في ادلب (شمال غرب) باستخدام الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. واغلقت قوات الامن الباب على متظاهرين في الجامع الكبير في الرقة (شمال) حتى ان عناصر موالية للنظام قامت بتظاهرة مضادة فيما فرقت عناصر موالية للنظام تظاهرة انطلقت من جامع عمر بن الخطاب وقامت بضرب المتظاهرين. وضمت تظاهرة نحو ألف شخص في مدينة الطبقة (شمال) من دون حدوث احتكاكات. من جهتها، تحدثت وكالة سانا عن قيام "مسيرة كبيرة في حلب تعبيرا عن التأييد لبرنامج الاصلاح". كما اشارت الى ان "الالاف من اهالي بلدة القريا في محافظة السويداء رفعوا علما للوطن بطول 1700 متر تعبيراً عن دعمهم لبرنامج الاصلاح الشامل بقيادة الاسد وتاكيداً على الوحدة الوطنية ورفضا للتدخل الخارجي". وجاءت احداث "جمعة ارحل" غداة مقتل ثلاثة اشخاص عندما اطلق رجال الامن النار عليهم في منطقة جبل الزاوية التي تشهد عمليات عسكرية منذ عدة ايام كما سمع دوي انفجارات الجمعة على الساحل السوري. وكان ناشط حقوقي اعلن الخميس ان 10 اشخاص قتلوا بنيران القوات السورية الاربعاء مع دخول الجيش قرى جديدة في محافظة ادلب (شمال غرب سورية) في محاولة لاحتواء حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في 15 آذار تتحدث السلطة التي ترفض الاقرار بحجم الاحتجاجات عن وجود "ارهابيين مسلحين يزرعون الفوضى" لتبرير تدخل الجيش.