على الرغم من الانتشار الأمني في المدن الكبرى وقطع طرق مؤدية إلى دمشق وحلب وحمص، والعمليات الأمنية في ريف إدلب وعلى الحدود التركية، خرج مئات الآلاف من السوريين في تظاهرات حاشدة هي الأضخم من نوعها منذ بدأت الحركة الاحتجاجية في سورية منذ أكثر من 3 اشهر مطالبين بتغيير النظام. في موازاة ذلك خرج آلاف من أنصار النظام في مدن عدة تحت عنوان «جمعة الوحدة الوطنية»، داعين إلى دعم الإصلاحات. وقال شهود وناشطون إن قوى الأمن ردت على التظاهرات الحاشدة بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، مشيرين إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، إضافة إلى اعتقالات تمت وسط في أوساط المحتجين. ويأتي ذلك فيما أفاد مصدر عسكر سوري بأن وحدات القوات الخاصة تمكنت ب»عملية نوعية» من تحرير مجموعة من الضباط والأفراد كانوا وقعوا في «مكمن» نصبته تنظيمات مسلحة في جبل الزاوية في شمال غربي البلاد على الحدود التركية. وعن تظاهرات امس، أفاد ناشط حقوقي بأن ستة أشخاص قتلوا عندما أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين في مدن سورية عدة. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي إن «ستة متظاهرين قتلوا عندما اطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين في مدن سورية عدة «، موضحاً أن «ثلاثة أشخاص قتلوا في حمص (وسط) واثنين في حي القدم في دمشق بالإضافة إلى قتيل في داريا (ريف دمشق)». وذكر ناشط أن «احد المتظاهرين توفي اثر إصابته بعيار ناري عندما اطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين في حي القدم في دمشق». وبثت المواقع الإلكترونية شريطاً مصوراً بينت فيه تظاهرة جرت في منطقة القدم شارك فيها مئات المتظاهرين مرددين شعارات تدعو النظام إلى الرحيل «ارحل ارحل يا بشار دم الشهداء شعلة نار». وقال ناشط آخر في اتصال هاتفي من حمص مع وكالة «فرانس برس» «إن اثنين من المتظاهرين قتلا عندما فتحت قوات الأمن النار عليهما»، موضحاً أن «احدهما سقط في حي باب السباع والآخر في حي القرابيص». كما أشار الناشط إلى جرح 12 شخصاً من بين المتظاهرين. وذكر الناشط أن اكثر من 100 ألف متظاهر شاركوا في المظاهرات التي خرجت في أحياء عدة من حمص. وكان ناشطون حقوقيون أفادوا بأن قوات الأمن السورية أطلقت النار بشكل كثيف على حشود من المتظاهرين مما اسفر عن إصابة تسعة أشخاص بجروح. ووفق الناشطين، فإن مدينة حمص التي دخلتها تعزيزات أمنية مشددة شهدت تظاهرات عدة في حي الخضر وباب السباع وباب الدريب والوعر والغوطة والقصور. وأضاف الناشطون أن المتظاهرين في باب السباع دخلوا الأزقة الضيقة بعد تعرضهم لإطلاق نار غزير، لافتين أيضاً إلى إطلاق نار غزير في الغوطة وفي الإنشاءات. كما امتد إطلاق النار من بابا عمرو باتجاه المخيم الفلسطيني القريب، وفي حي القصور حيث انفضت التظاهرة بعد القمع الشديد، وفق الناشطين. وكان ناشطون حقوقيون أفادوا بأن تظاهرات عدة سارت في العديد من المدن السورية للمطالبة بإسقاط النظام بعد دعوة اطلقها ناشطون للتظاهر في «جمعة ارحل». وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن «عشرات الآلاف خرجوا للتظاهر في مدينة دير الزور (شرق) منطلقين من مساجد عدة وبخاصة من المسجد الكبير باتجاه ساحة الحرية». وأضاف «كما خرج عشرات الآلاف في مدينة حماة»، مشيراًَ إلى «تزايد أعداد المتظاهرين الذين قاموا بالتجمع في ساحة العاصي الخالية من التواجد الأمني». وأشار إلى «خروج نحو 15 ألف متظاهر في مدينة القصير (ريف حمص) وفي مدينة قطنا (ريف دمشق) حيث شارك المئات»، لافتاً إلى «مشاركة نسائية في التظاهرة». ولفت ريحاوي إلى «محاولات للتظاهر في مدينة داريا (ريف دمشق) التي شهدت اعتقالات صباح اليوم قبل صلاة الجمعة»، مضيفاً أن «قوات الأمن انتشرت بشكل كثيف أيضاً في بانياس الساحلية (غرب) وطوقت العديد من المساجد لمنع المصلين من التظاهر». كما خرج للتظاهر المئات في مدينة الميادين (شرق) والبوكمال (شرق) وبنش وكفر نبل الواقعتين في ريف إدلب، بالإضافة إلى تظاهرات حاشدة في منطقة القدم والحجر الأسود ومضايا والزبداني (ريف دمشق) وفي عامودا (شمال شرق)». ولفت إلى قيام تظاهرة ضمت العشرات في حي مشروع دمر السكني على أطراف دمشق والتي فرقها رجال الأمن بالقوة، كما شهدت مدينة حلب تظاهرات في أحياء الأشرفية والصاخور وسيف الدولة الذي حاصرته قوات الأمن واعتقلت فيه ثلاثة متظاهرين، وفق ريحاوي. وأفاد ناشط حقوقي آخر بأن «عشرات آلاف المتظاهرين انطلقوا من قرى عدة في جبل الزاوية الذي يشهد عمليات عسكرية منذ أيام عدة باتجاه معرة النعمان رغم الوجود العسكري». وأشار الناشط عبد الله خليل إلى «أن قوات الأمن قامت بإغلاق الباب على متظاهرين في الجامع الكبير في الرقة (شمال) حتى أن عناصر موالية للنظام قامت بتظاهرة تأييد لوأد التظاهرة». وأضاف «كما قام عناصر موالون للنظام بتفريق تظاهرة انطلقت من جامع عمر بن الخطاب وقاموا بضرب المتظاهرين». ولفت خليل «إلى مظاهرة ضمت نحو ألف شخص في مدينة الطبقة (شمال)»، مشيراً إلى «عدم حدوث احتكاكات». ودعا ناشطون إلى متابعة التظاهرات. ويقول الناشطون في نص دعوتهم «ما منحبك، ما منحبك، ارحل عنا انت وحزبك». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاحتجاجات شملت ضواحي في العاصمة دمشق وحتى منطقة الحدود مع لبنان والصحراء المتاخمة لحدود العراق كما حدثت احتجاجات كبرى في إدلب حيث هاجمت الدبابات مجموعة من القرى في التلال القريبة من تركيا وقتلت ثلاثة مدنيين خلال الليل في منطقة جبل الزاوية التي تشهد عمليات عسكرية منذ أيام عدة كما سمع دوي انفجارات الجمعة على الساحل السوري. وذكر ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس «سمع دوي انفجارات الجمعة في حي الرملة الشمالي في مدينة اللاذقية» الساحلية (غرب). ولم يتمكن الناشط من تحديد طبيعة هذه الانفجارات. وأشار المرصد السوري إلى «مقتل شخصين مساء امس احدهما امرأة بنار قناص والثاني رجل بنار رجال الأمن في قرية البارة (شمال غرب). وأضاف «كما قتل شخص ثالث في قرية بنين المجاورة». وخرج الجيش السوري تؤازره نحو 60 دبابة ونحو 100 ناقلة جنود من قرية البارة متجهاً إلى قريتي كفر نبل وكنصفرة في ريف أدلب شمال غربي البلاد. في موازاة ذلك، حمل متظاهرون مؤيدون للرئيس السوري امس علماً طوله 1700 متر في مدينة السويداء جنوبي العاصمة دمشق في ما سمي «جمعة الوحدة الوطنية». وقال المتظاهرون انهم يؤيدون الإصلاحات التي اقترحها الرئيس السوري. إلى ذلك، أفاد مصدر عسكر سوري بأن وحدات القوات الخاصة تمكنت ب «عملية نوعية» من تحرير مجموعة من الضباط والأفراد كانوا وقعوا في «مكمن» نصبته تنظيمات مسلحة يوم الثلثاء الماضي في جبل الزاوية في شمال غربي البلاد. ونقلت «الوكالة السورية للأنباء»(سانا) عن المصدر قوله امس:»تمكنت بعض وحدات قواتنا الخاصة في عملية نوعية اتصفت بالدقة... من تحرير مجموعة من الضباط والأفراد الذين وقعوا في كمين محكم نصبته عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة يوم الثلثاء بينما كانت المجموعة تقوم بعملية استطلاع في جبل الزاوية لرصد تحركات المسلحين ومعرفة أماكن تواجدهم». إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان السوري العماد داود راجحة في حفل تخرج دفعة جديدة من ضباط الكلية السياسية العسكرية اول امس إن سورية» تواجه مؤامرة كبرى وحرباً حقيقية تستهدف وجودها وكيانها ويعتمد فيها الغرب على تشويه الحقائق وتزييف المعلومات واختلاق الأحداث وفرضها باستخدام التعتيم المتعمد للحقيقة والتشكيك بها ومحاولة إشغال المتلقين بفبركات وأحداث افتراضية ليس لها أساس من الصحة أو الصدقية».