لا يوجد في النهائي الكروي الكبير، الذي جمع القطبين الاتحاد والأهلي شيء يستحق الذكر، سوى عودة أهلي زمان، أهلي المستقبل، أي عودة الزمن الجميل للكرة الأهلاوية الأخاذة والمتعة حد الرقي. النهائي من الناحية الفنية فقير وباهت ومن أسوأ النهائيات الكروية في السنوات القليلة الماضية، فقد كان الفريقان غائبين عن النشوة الابداعية وغير قادرين على الارتقاء بالأداء إلى مستوى الحدث الذي انتظره الوسط الرياضي بشوق ولهفة، وكان الحذر مبالغاً فيه من الطرفين، لذا ظهرت المباراة مملة وباهتة ومضيعة للوقت، وكان المعدل اللياقي للطرفين يؤكد أن الموسم طويل وشاق ومنهك وقد يشكل قلقاً لمحبي المنتخب السعودي الذي يستعد لأولى جولات التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم صيف 2014 بالبرازيل. إذا تجاوزنا الأداء المتدني للطرفين في النهائي، فإن جميع المنافسات الرياضية لا تنصف الفريق الأفضل فنياً، خصوصاً في كرة القدم، عدا الملاكمة، فهي اللعبة الوحيدة التي تنصف اللاعب الأفضل بالنقاط، وليس بالضرورة أن يفوز بالضربة القاضية بل يكفي تفوقه ميدانياً لكي يمنحه الحكام الفوز، وقد كان الأهلي أفضل قليلاً من الاتحاد وأهدر فرصاً عدة قابلة للتسجيل، وظهر الاتحاد في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني الأصلي للمباراة، وتساوت الكفتان في الوقتين الإضافيين، وبقاعدة الملاكمة كان بالإمكان تجيير الكأس للأهلي، ولكن ركلات الحظ انصفته اخيراً ومنحته حقه المشروع بكأس أعادت الأهلي لعشاقه، وأعادت الراقي بشيبه وشبابه لمنصات التتويج التي اشتاقت له كثيراً. الاتحاد استعاد توازنه نهاية الموسم كما فعل الموسم الماضي، وكان على مشارف تحقيق اللقب المحلي الوحيد الذي نافس عليه، لكن حيوية شبان الأهلي حالت دون تحقيق الحلم الاتحادي، وسواء فاز الاتحاد باللقب أو خسر، فالمنظور العام للفريق يستدعي التفكير في مرحلة جديدة تأهباً للكأس الآسيوية التي تحتاج ثنائياً أجنبياً من العيار الثقيل، وتحتاج لصفقات محلية تعالج الثقوب والعيوب الفنية التي يعرفها ديمتري على وجه الخصوص، ويجب الانتقال لمرحلة الجمعية العمومية بخطى متسارعة وفي الوقت نفسه التفكير في معالجة العيوب الفنية للفريق من دون تعاطف مع أي لاعب مهما كان وزنه، فالعمر الافتراضي للاعب والانتاجية هما المقاييس التي يجب أن تكون محور عمل رجال الاتحاد في المرحلة المقبلة. عاد أهلي زمان وحقق الكأس الغالية ووصل للآسيوية، ويجب عدم التوقف عند هذا المنجز، فالعودة تحتاج للكثير من العمل الشاق والفكر النير والصفقات المفيدة، وللمجد بقية في زمن الأخضر الجميل. [email protected]