رمَّم الاتحاديون الجبهة اليسرى في الفريق الكروي الأول الذي يستعد لاستحقاقات محلية وخارجية، لعل أهمها البطولة الآسيوية التي بلغ الفريق فيها دور الثمانية واقترب كثيراً من تحقيق الحلم. الترميم لم يكتمل بالتعاقد مع اللاعب البرازيلي؛ فلا يزال الفريق يعاني من ثقوب وعيوب في خريطته الفنية، ولا يزال في حاجة إلى لاعب أجنبي آسيوي مميز ولاعبين محليين في خط الظهر خصوصاً. ثمن البطولة الآسيوية التي يفكر فيها الاتحاديون مرتفع جداً، والمهر غالٍ، ولا يتوقف على صفقة البرازيلي الناجحة التي تمت بهدوء ودون ضجيج، وهذا تأصيل ل«زمن الصمت»؛ زمن العمل دون شنة ولا رنة من أجل الكيان. يحتاج الاتحاد إلى ظهيري جنب من الأندية المحلية، ويحتاج إلى لاعب على الطرف الأيمن، لعل الكويتي فهد العنزي ضالة الاتحاديين، ولكن من أين يأتون بظهيري جنب وأغلب الأندية المحلية تعاني هذا الخلل الفني؟ فراشد الرهيب ليس اللاعب الذي يستحق هذا الاهتمام من الاتحاديين وفي الفريق الأولمبي لاعبون أفضل منه لو حصلوا على الفرصة ذاتها التي منحها الاتحاديون للرهيب، وظهيرا القادسية خالد الغامدي وياسر الشهراني في طريقيهما إلى النصر والهلال؛ إذاً أمام الاتحاد خيارات ضعيفة في الاستقطاب لهذين المركزين، وقد يضطر المدير الفني السيد ديمتري إلى البحث بين مواهب الاتحاد من درجتي الشباب أو الأولمبي؛ فقد يجد ضالته من داخل أروقة النادي. سياسة الصمت أو ما يسميه الاتحاديون «زمان الصمت» ارتاح لها كل أنصار النادي؛ فقد رتب النادي أوراق الصفقة مع اللاعب البرازيلي القادم من بوردو الفرنسي، ولم يعلنوا الصفقة حتى اكتملت أوراقها تماماً، وهذه خطوة غريبة من الاتحاد الذي يتشدق البعض بأنه كتاب مفتوح؛ لأنهم «مرتزين عند المعزب ثلاث وجبات يومياً»، أما «زمان الصمت» فلا يوجد كتاب مفتوح ولا فتات موائد ولا زخرفة إعلامية هلامية؛ فالنادي الكيان يتحرك وفق عمل مؤسساتي يحترم عقلية أنصاره ويحترم وسائل الإعلام التي كانت تطارد الوهم وتنشر «الهنبكة»، وتكون ضحية أو شريكاً في البهرجة والتلميع الإعلامي الزائف. الاتحاد يحتاج إلى ثلاث صفقات تحسن وضع الفريق الفني قبل خوض المنافسات المحلية والخارجية، ودون صفقات محلية قوية وآسيوية مفيدة لن يستطيع الفريق الكروي تحقيق آمال وتطلعات أنصاره. [email protected]