وصف مواطنون وموطنات بعض شروط صندوق التنمية العقارية للحصول على القرض بأنها «مجحفة وتعجيزية، خصوصاً بالنسبة إلى الأيتام والنساء المطلقات»، مشيرين إلى أن زيادة قيمة القرض رفعت أسعار العقارات والأراضي، معتبرين أن الحل هو أن تشيد الحكومة بنايات عالية في أماكن متفرقة لتجنب ارتفاع العقارات. وقال هؤلاء في حديثهم ل«الحياة»، إنه حان الوقت لتغيير العادات والتقاليد المتبعة في البناء المكلف، مشيرين إلى أن النساء السعوديات يشكلن 55 في المئة من السكان، وغالبيتهن في سن العشرينات، وتساءلوا عن وضع النساء غير الموظفات اللاتي تجاوزت أعمارهن ال40 عاماً، وهل سيتم إعطاؤهن قرضاً. وأكد المواطن حسين القحطاني أن «رفع قيمة القرض إلى 500 ألف ريال يعتبر أمراً إيجابياً، خصوصاً مع عدم اشتراط تملك الأرض، والخوف يكمن في زيادة عدد المتقدمين، ففي حال زيادة عدد المتقدمين زادت سنوات الانتظار، فقبل تطبيق التقديم من دون أرض كان معدل الانتظار ما بين 5 و10 سنوات، وسيكون حالياً ما بين 20 و30 سنة، بحسب تصاريح الخبراء». وأضاف القحطاني أن هناك بعض الشروط المجحفة، خصوصاً بالنسبة إلى الأيتام، فمن من حق اليتيم الحصول على قرض من دون النظر إلى والده المتوفى وشرط الاستقطاع من الراتب، وفي حال إذا كانت غير موظفات فكيف سيتم استقطاع القسط الشهري، خصوصاً من الأرامل والمعوزين الذين ليس لهم دخل ثابت. من جهته، رأى المواطن حاتم الجبلي أن الشروط السابقة للصندوق تعتبر أسهل وأيسر من الشروط الحالية، إذ بإمكان الشخص الأعزب الذي عمره 17 سنة نقل ملكية أرض أحد إخوانه أو أصدقائه عند تقديم الطلب للصندوق، ثم إعادتها، وبهذا يستفيد سبع سنوات من عمره. وأشار الجبلي إلى أن ارتفاع قيمة القرض زاد في المشكلة، وأدى إلى ارتفاع في أسعار العقارات والأراضي، «والحل يكمن في تشييد الحكومة بنايات عالية وفي أماكن متفرقة، وتوزيع شقق لتجنب ارتفاع الطلب على الأراضي». بدوره، قال المواطن سعد الدوسري، إنه آن الأوان للابتعاد عن العادات والتقاليد المتبعة في البناء المكلف، ولا بد من العمل على إقامة المنازل العصرية التي تتيح كثيراً من الخيارات أمام المواطن وعدم إرغامه على خيارين أحلاهما مرُّ. وشدّد الدوسري على أنه «يجب منع موظفي الشركات التي تعطي بيوتاً من التقديم على قرض صندوق التنمية العقارية، مثل موظفي «أرامكو» و«سابك» و«بترورابغ» و«ينساب» و«كيان». من جهة أخرى، أشارت المعلمة هيا العتيبي إلى أن الشروط التي وضعها الصندوق على النساء تعتبر «غريبة»، وقد تجعل نسبة الطلاق بين النساء ترتفع إذا علمنا أن هناك أزواجاً لا ينفقون على زوجاتهم، وقيمة القرض قد تغري بعض النساء لطلب الطلاق، خصوصاً إذا كانت فوق سن ال40 عاماً، وتعمل موظفة، ولا يصرف عليها زوجها. وأكدت العتيبي ضرورة وضع شروط تكون في متناول النساء السعوديات اللاتي يعانين من ظلم المجتمع وظلم القوانين، سواء في التوظيف أو طلب القروض التجارية أو الشخصية أو البناء.