قُتل 31 شخصاً وجُرح 65، بعدما فجّر انتحاري من تنظيم «داعش» نفسه قرب مزار شيعي في كابول، خلال احتفال برأس السنة الفارسية (نوروز)، وهو عيد رسمي في أفغانستان. وكانت كابول في حال تأهب، تحسباً لهجمات خلال عطلة النوروز، لكن المهاجم استطاع تنفيذ التفجير أثناء مغادرة أفراد مزار «كارتي سخي» في منطقة يقطنها كثيرون من الشيعة غرب العاصمة، علماً أنه قريب من مستشفى وجامعة كابول. وأعلن ناطق باسم وزارة الصحة مقتل 31 شخصاً وجرح 65، مضيفاً أن بين الضحايا نساء وأطفالاً. ورجّح ناطق باسم وزارة الداخلية أن يكون المهاجم أراد الوصول إلى المزار الذي استهدفه هجوم في تشرين الأول (أكتوبر) 2016، مستدركاً أن نقاط تفتيش تابعة للشرطة منعته من الاقتراب أكثر. وأضاف: «كانت لدينا قوات أمنية في المزار وقربه. جميع الضحايا من الشبّان، الذين كانوا إما مارين على الطريق أو تجمّعوا للاحتفال بالنوروز». لكن الجنرال داود أمين، قائد الشرطة في كابول، أشار إلى أن المهاجم تمكّن من التسلل عبر نقاط التفتيش التي نُصبت على طول الطريق إلى المزار. وأعلن فتح تحقيق في الخرق الأمني، مهدداً بمعاقبة أي فرد أهمل مهماته. وأعلن «داعش» مسؤوليته عن الهجوم، إذ أفادت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم بأن «عملية استشهادية بسترة ناسفة تضرب تجمّعاً للشيعة أثناء احتفالهم بعيد النوروز في كابول». وكانت حركة «طالبان» نفت ضلوعها بالاعتداء الذي يأتي بعد أيام على تفجير انتحاري في العاصمة الأفغانية، أوقع قتلى وجرحى، ويثير تساؤلات في شأن جدوى التدابير الأمنية التي اتخذتها الحكومة، بعد هجوم في كانون الثاني (يناير) الماضي أوقع حوالى مئة قتيل. ويأتي الهجوم فيما يزور رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جوزف دانفورد أفغانستان، لتقويم سير الحملة العسكرية على «طالبان» و «داعش». وأجرى دانفورد محادثات في كابول الثلثاء مع مسؤولين أفغان، وانتقل أمس إلى منطقة جبلية شرق البلاد، التقى فيها قادة عسكريين أميركيين ومستشارين. وكان الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأميركية وقوات الحلف الأطلسي في أفغانستان، أعلن أخيراً أن حماية كابول هي من أولويات القوات الأجنبية، «نظراً إلى تأثيرها الاستراتيجي». ووصف الرئيس أشرف غني الهجوم ب «جريمة ضد الإنسانية»، لكن هذه الاعتداءات تُضعف شعبية حكومته، بعدما عرض الشهر الماضي حواراً مع «طالبان». ولم تردّ الحركة على العرض، علماً أنها تعتبر الحكومة غير شرعية ومفروضة من الخارج، لكنها عرضت حواراً مع الولاياتالمتحدة.