قتل 6 اشخاص وجرح 30، جميعهم مدنيون بينهم أطفال، في تفجير انتحاري استهدف مسجداً للشيعة في حي قلعة فتح الله السكني وسط العاصمة كابول، عشية احياء ذكرى عاشوراء. وأظهرت صور من موقع التفجير جثة واحدة على الأقل وأشلاءً بشرية أمام سيارات وواجهات مهشمة على الطريق وسط تناثر الحطام، وحشداً من الناس يغادرون المسجد بعد صلاة الجمعة. وقال تاجر يدعى علي سيجا إن «الانتحاري حاول اجتياز الحاجز الذي أقامه مدنيون على بعد نحو 140 متراً من الحسينية. لكن جرى رصده ففجر شحنته قبل ان يصل الى المسجد والمصلون داخله». وكان يمكن ان ترتفع هذه الحصيلة بحسب وزارة الداخلية التي اعلنت توقيف ثلاثة مشبوهين، فيما حيا الرئيس أشرف غني «وحدة الأمة»، مؤكداً أن «أي جماعة أو بلد لن تنجح في بلوغ أهدافها الدنيئة والشريرة». وجاء الهجوم على رغم اعلان قوات الأمن حال التأهب تحسباً لاحتمال شن هجمات خلال إحياء الذكرى، وسماح الحكومة بوضع حراس مسلحين من ابناء الطائفة التي تضم 3 ملايين شخص في افغانستان، قرب المساجد، علماً ان الحكومة وافقت سابقاً، في خطوة لا سابق لها، على تدريب حوالى 400 مدني وتسليحهم للمشاركة في حماية مساجد كابول لكن بعض أعيان الطائفة انتقدوا هذه الاجراءات باعتبارها غير كافية، في وقت تعاني القوات الأفغانية من ضعف شديد في مواجهة حركة «طالبان» وجماعات إسلامية أخرى. وقرر مسؤولون شيعة أن تنحصر فاعليات عاشوراء هذه السنة داخل المساجد وباحاتها بدلاً من تسيير مواكب في الشوارع، مثلما درجت العادة، من اجل خفض فرص شن هجمات. وشهد يوم عاشوراء في السنوات الماضية هجمات دموية، احدها عام 2011 حين فجر انتحاري سترة ناسفة ارتداها بين جمع من المشاركين في الذكرى في أكبر مساجد الشيعة بكابول، وقتل 80 شخصاً بينهم نساء وأطفال. واتهم المسؤولون الأفغان جماعة «عسكر جنقوي» الباكستانية بشن الهجوم. وبعد نحو سنتين اعلنت شرطة كابول أنها أوقفت عنصرين من «طالبان» ارتديا سترتين ناسفتين قبل أن يفجرا نفسيهما بين المصلين الشيعة. وفي تشرين الأول (اكتوبر) 2016، اقتحم مسلحون مسجد كارتي ساخي قرب جامعة كابول وقتلوا 18 شخصاً تجمعوا لإحياء ذكرى عاشوراء، في اعتداء تبناه تنظيم «داعش». وفي اليوم التالي، قتل 14 شيعياً على الأقل في تفجير استهدف مسجداً شمال افغانستان. وبعد اسابيع استهدف تفجير انتحاري تبناه «داعش» مسجد باقر العلوم، أحد الأكبر في كابول، ما أوقع عشرات القتلى وخلّف أضراراً جسيمة في المبنى استغرق اصلاحها فترة ثمانية أشهر.