سيول، واشنطن- أ ف ب، رويترز - وزع المنشقون الكوريون الشماليون في ذكرى الحرب الكورية التي استمرت 3 سنوات بين عامي 1950 و1953، مئة ألف منشور عبر الحدود المضطربة بين الكوريتين، داعين الى اسقاط النظام الشيوعي. وأطلق عشرة أعضاء في تجمع «المناضلين من اجل كوريا الشمالية الحرة» المنشورات عبر خمسة مناطيد غاز ضخمة، متحدين تهديد السلطات الكورية الشمالية بأن جيشها سيردّ «بلا رحمة». وعرضت المناطيد العملاقة شعارات مناهضة للنظام الكوري الشمالي، دعا احدها الى اطاحة الزعيم كيم يونغ ايل ونجله الأصغر كيم جونغ اون، والنظام «الديكتاتوري الوراثي» بالبلاد. وكتب على المنشورات: «انهضوا أيها الأشقاء! قاتلوا ببسالة... كفى ديكتاتورية ثلاثة اجيال!». كما حملت المناطيد مئات من الأقراص المدمجة وأوراقاً نقدية من فئة مئة دولار كحافز للكوريين الشماليين للتغلب على خوفهم من العقاب والتقاط المنشورات. وحض شعار آخر حمله احد المناطيد البرلمان الكوري الجنوبي على تمرير قانون لتمويل النشطاء الساعين الى تحسين اوضاع حقوق الانسان لدى الكوريين الشماليين، في وقت لا تزال الحكومة والمعارضة على خلاف حول اقرار مشروع القانون. ويقول الحزب الديموقراطي الرئيسي في المعارضة، إن «المشروع يهدف الى دعم المتطرفين اليمينيين والمنشقين الذين يريدون الثأر من الشمال، لذا لن يؤدي إلا إلى تعميق الارتياب لدى الشمال تجاه ما تعتبره تدخلاً خارجياً، ما يزيد تردي العلاقات». اما النظام الكوري الشمالي، فيصف مشروع القانون بأنه «استفزازي الى اقصى حد»، محذراً من انه سيعتبره «اعلاناً رسمياً للحرب، سيواجهه برد حاسم» لم يوضح طبيعته. وتشهد العلاقات بين الكوريتين جفاءً شديداً منذ ان اتهم الجنوب كوريا الشمالية بإغراق سفينة حربية في آذار (مارس) 2010، ما أسفر عن مقتل 46 شخصاً، وذلك قبل ان يقصف جيش الشمال جزيرة كورية جنوبية قرب الحدود في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام ذاته، ما أدى الى مقتل اربعة اشخاص بينهم مدنيون، علماً ان كوريا الشمالية بررت الهجوم حينها بإجراء الجنوب مناورات عسكرية. وبعد شهر من الهدوء النسبي، استأنف الشمال الشهر الماضي استخدام خطاب قاسٍ ضد الحكومة المحافظة في الجنوب، معتبراً انها دمية تحركها الولاياتالمتحدة لتأجيج المواجهة، ثم اعلن لاحقاً قطع كل الاتصالات مع سيول. وأطلق جنود كوريون جنوبيون الأسبوع الماضي النار على طائرة ركاب تقل 119 راكباً قدِمت من الصين، بعدما اعتقدوا انها طائرة عسكرية كورية شمالية. ويعقد التوتر القائم المشاورات الخاصة باستئناف المحادثات السداسية الخاصة بنزع الترسانة النووية لبيونغيانغ، والمجمدة منذ نيسان (ابريل) 2009 بين الكوريتين وروسيا والصين واليابان والولاياتالمتحدة. وأكدت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية اول من امس، أنهما لن تخففا الضغط على بيونغيانغ، وقالتا إن «كوريا الشمالية لا تزال مطالبة بإظهار أنها غيَّرت اساليبها قبل استئناف المحادثات النووية». وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد لقائها نظيرها الكوري الجنوبي الزائر كيم سونج هوان: «لا زلنا حازمين في تصميمنا وموقفنا المشترك بأن بيونغيانغ يجب ان تحسن علاقاتها مع سيول».