سيول، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – دعت بيونغيانغ سيول امس، الى إجراء محادثات «غير مشروطة وفي أقرب وقت ممكن»، لإنهاء شهور من التوتر في شبه الجزيرة الكورية. لكن سيول اعتبرت الدعوة «غير صادقة». وجاء في بيان أوردته وكالة الانباء الرسمية الكورية الشمالية: «نحن مستعدون للقاء في اي وقت واي مكان، ونسيان الماضي، اذا كان (الجنوب) مستعداً للمسير معنا يداً بيد». وأشارت الى ان التاريخ أظهر ان المواجهات لا تقود سوى الى «نزاع مسلح وحرب». لكن ناطقاً باسم وزارة الوحدة الكورية الجنوبية اعتبر ان الدعوة «لا تشكّل عرض حوار صادق». وحضّ كوريا الشمالية على الاعتذار أولاً عن هجومين شنتهما على الجنوب، واتخاذ خطوات «صادقة» لنزع تسلحها النووي. جاء ذلك بعد ساعات على لقاء المبعوث الاميركي لكوريا الشمالية ستيفن بوسورث في سيول أمس، وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونغ هوان ووي سونغ لاك أبرز المفاوضين في شأن الملف النووي الكوري الشمالي. وسُئل بوسورث الذي وصل الى بكين امس، هل تضغط واشنطن على سيول لاستئناف المحادثات السداسية لتفكيك البرنامج النووي لبيونغيانغ، فأجاب: «أبداً». وقال مسؤول حكومي بارز في سيول، أن الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية اتفقتا على ضرورة استئناف المحادثات السداسية، فقط بعد ان تظهر كوريا الشمالية استعداداً لتحقيق تقدم في تخليها عن برامجها النووية. وقال كيم سونغ هوان على وجوب إجراء مفاوضات ثنائية بين الشمال والجنوب، قبل اي استئناف للمفاوضات السداسية، وهذا ما ترفضه بيونغيانغ مطالبة بمحاورة واشنطن. وقال ان هذه المفاوضات «تشكل اطاراً مفيداً لمناقشة نزع الاسلحة النووية في الشمال، لكن التوصل الى تحقيق تقدم ملموس عبر الحوار يتطلب احلال اجواء ملائمة، بما في ذلك محادثات ثنائية»، مضيفاً: «الحكومة ستواصل على المسارين، مسار الحوار ومسار العقوبات، لدفع الشمال الى ابداء عزمه على نزع الاسلحة النووية». في واشنطن، أعلن البيت الابيض ان توم دونيلون مستشار الرئيس الاميركي باراك أوباما للأمن القومي ووزير الخارجية الصيني يانغ جيشي ناقشا سبل إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن جهودها للتسلّح النووي، و «تجنب السلوك الذي يؤدي إلى زعزعة الاستقرار».