أبدى عشرات المواطنين والمقيمين استياءهم من طوابير الانتظار التي انخرطوا فيها لساعات طوال أمام مبنى جوازات منطقة الرياض، عازين سبب الازدحام الشديد الذي تسبب في حالات إغماء بين المراجعين، معظمهم من المسنين، إلى الروتين الممل والبيروقراطية اللذين يعطلان إنجاز معاملاتهم. وأكدوا أن التأخير يضر بمصالحهم وأعمالهم، خصوصاً أن فترة تسليمهم معاملاتهم تطول أكثر من اللازم، مطالبين المسؤولين في جوازات الرياض بحل مشكلة الطوابير التي «لا تنتهي». وخلال جولة ل «الحياة» في جوازات الرياض، قال المواطن محمد الدوسري ان مئات المراجعين يقفون في طوابير طويلة يصل طول بعضها إلى 100 متر في انتظار تسلم معاملاتهم من الموظفين في جوازات الرياض، مشيراً إلى أن الكثيرين منهم يبدأون في الحضور إلى مبنى الجوازات بعد صلاة الفجر كي يتسنى لهم أخذ أماكنهم في قوائم الانتظار. وأكد الدوسري وهو مندوب تخليص المعاملات لإحدى الشركات وقوع إصابات عدة بين المراجعين ومعظمهم من المقيمين بسبب التدافع الذي يحدثه سوء التنظيم أثناء فتح أبواب الجوازات لتسليم المعاملات، مشيراً إلى أن بعضهم ينتظر ما لا يقل عن خمس ساعات لتسليم معاملته. وطالب المسؤولين في جوازات الرياض بحل الأزمة بشكل عاجل، خصوصاً أن الكثيرين من مندوبي الشركات والمؤسسات يحضرون بشكل يومي لتسليم معاملات تلك الشركات، «ناهيك عن حضور المئات من المقيمين من أجل تطبيق نظام البصمة». من جهته، أكد عادل عبدالحميد (مقيم مصري) أنها المرة الثالثة التي يحضر فيها إلى مبنى الجوازات من دون أن يتمكن من الوصول إلى الموظفين لتطبيق نظام البصمة، مؤكداً أن «فوضى عارمة تجتاح طوابير الانتظار، التي تشهد حالات اغماء لكبار السن بسبب ساعات الانتظار الطويل تحت أشعة الشمس الحارقة». وأشار عبدالحميد إلى أن السبب الرئيس في حضوره إلى جوازات الرياض هو ما يتم تداوله من أن غرامات ستطبق بحق من لم ينته من إجراءات نظام البصمة خلال هذه الأيام، ما جعل المئات من المقيمين من جميع الجنسيات يتوافدون في وقت واحد خوفاً من فرض غرامات ربما تتراكم عليهم في حال تأخرهم عن الحضور. أما جاسم الأسعد (سوري الجنسية) فيقول إنه ينوي السفر إلى بلده بعد أيام عدة، وحضر إلى هنا حتى ينتهي من إجراءات نظام البصمة، مبدياً تخوفه - وهو يشير إلى ما لا يقل عن 40 رجلاً أمامه ينتظرون دورهم - من انه ربما لن يتمكن من الانتهاء من البصمة هذا اليوم «خصوصاً أن كل شخص من هؤلاء سيستهلك ما لا يقل عن 15 دقيقة على الأقل لتسليم أوراقه وإجراء البصمة». ويعتقد الأسعد أن الخلل قد يكون في عدد الموظفين الذين لا يستطيعون استيعاب أعداد المراجعين، لافتاً إلى أن المراجعين قد يتحملون جزءاً من الخطأ بسبب حضورهم «الجماعي» لإنهاء هذا الأمر (البصمة)، لكن قد يكون موسم السفر لمن يرغب بالخروج والعودة مع اشتراط عمل البصمة، هو ما ولد هذا النوع الرهيب من الازدحام على حد قوله.