نالت لندن دعم الاتحاد الأوروبي في المواجهة الديبلوماسية التي تخوضها مع موسكو، وأثارها تسميم «الجاسوس» المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في إنكلترا. لكن موسكو طالبت المملكة المتحدة بتقديم «أدلة» مقنعة، أو ب «اعتذار». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «عاجلاً أم آجلاً، يجب الردّ على اتهامات بلا أساس، إما بدعمها بأدلة مناسبة، أو باعتذار». ووصف الاتهامات البريطانية ب «تشهير ضد روسيا، لا يمكن فهمها إطلاقاً، كما أن دوافعها ليست أكيدة». لكن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون رأى أن نفي موسكو تورطها في العملية «يزداد عبثية»، معتبراً أن «السعي إلى إخفاء الحقيقة (في محاولة اغتيال سكريبال) والأكاذيب والتشويش، هي استراتيجية روسية تقليدية». وأضاف لدى مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل: «ما استوقفني خلال حديثي مع أصدقاء وشركاء أوروبيين قولهم، بعد 12 عاماً على اغتيال ألكسندر ليتفيننكو (عميل روسي قُتل مسموماً في لندن ولم تستكمل السلطات التحقيق في ظروف قتله)، إن الروس لم يعودوا قادرين على خداع أحد». وتابع: «نادراً ما تجد بلداً لم يتعرّض في السنوات الأخيرة لواحد من أشكال السلوك الروسي الخبيث المخرّب». ودان الاتحاد الأوروبي «بشدة الهجوم على سيرغي ويوليا سكريبال في سالزبوري، والذي سبّب أيضاً إصابة شرطي»، و «تعريض حياة مواطنين للخطر، نتيجة فعل متهوّر وغير مشروع». وأضاف في بيان أن الاتحاد «يتعامل بمنتهى الجدية» مع «تقويم الحكومة البريطانية وترجيحها مسؤولية روسيا» عن الحادث، لافتاً إلى «صدمة الاتحاد نتيجة هجوم بغاز أعصاب يُستخدم لأغراض عسكرية، من نوع تطوّره روسيا، على أرض أوروبية، للمرة الأولى منذ أكثر من 70 عاماً». ورأى البيان أن «استخدام أي طرف أسلحة كيماوية، وفي أي ظرف، أمر ليس مقبولاً إطلاقاً، ويشكّل تهديداً أمنياً لنا جميعاً». واعتبر الأمر «انتهاكاً لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وخرقاً للقانون الدولي». وأثنى الاتحاد على «التزام المملكة المتحدة العمل في شكل وثيق مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لدعم التحقيق في الهجوم». وأشارت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني إلى «تضامن تام» مع لندن، في حادث اعتبرته «غير مقبول إطلاقاً». وأكد وزير الخارجية الألماني الجديد هايكو ماس دعم الاتحاد المملكة المتحدة، ومناقشة أي إجراء عقابي ضد موسكو «إذا طلبت لندن ذلك». وتوجّه خبراء من الوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية إلى مدينة سالزبوري أمس، لجمع عيّنات من غاز الأعصاب المُستخدم في التسميم، لكن نتائج التحليل لن تظهر قبل أسبوعين. ويُتوقع أن تستخرج السلطات المعنية رفات منشقَّيْن روسيَين وُجدا ميتين في ظروف غامضة قبل سنوات، لإعادة فحصها، بعد شكوك في استخدام سلاح كيماوي في قتلهما.