أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن موسكو تخزّن غاز الأعصاب القاتل «نوفيتشوك»، المُستخدم في تسميم «الجاسوس» الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في إنكلترا، بعدما لمّح ديبلوماسي روسي إلى أن مصدر الغاز السام قد يكون مختبراً كيماوياً بريطانياً قريباً من سالزبوري، حيث وقع الحادث. وأشار جونسون إلى أن مسار التحقيق «يقود من دون شك إلى الكرملين»، مؤكداً امتلاك بلاده «أدلةً فعلية على تخزين روسيا غاز نوفيتشوك، خلال السنين العشر الماضية». وأضاف أن روسيا «لم تكتفِ بتصديره لتنفيذ اغتيالات، بل واصلت إنتاجه وتخزينه». كما لفت إلى أن مسؤولين من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية (مقرّها هولندا) سيصلون إلى بريطانيا اليوم، لفحص عيّنات من غاز الأعصاب المُستخدم في الاعتداء. وأشار إلى أن مجلس الأمن القومي البريطاني سيلتئم خلال الأيام المقبلة، لمناقشة «تدابير إضافية» قد تُتخذ في حق روسيا. في المقابل، نفى السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أي علاقة لبلاده بحادث التسميم، مؤكداً عدم امتلاك موسكو مخزوناً من الأسلحة الكيماوية. ولفت إلى أن منشأة بحوث الأسلحة الكيماوية «بورتون داون» تبعد 12 كيلومتراً من سالزبوري، حيث عُثر على سكريبال وابنته في وضع صحي حرج. وسُئل هل يُحمّل «بورتون داون» المسؤولية، فأجاب: «لا أعرف». لكن الحكومة البريطانية وصفت كلامه ب «هراء»، ورأى فيه جونسون أنه «ليس ردّ بلد يعتقد بأنه بريء». وطالب نواب معارضون الحكومة البريطانية بتجميد «أموال غير مشروعة» لأثرياء روس في إنكلترا، وانتقد آخرون السلطات لتأخر التحقيق في أصول استثمارات روسية في سوق المال والعقار اللندني. إلى ذلك، دعا ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للحلف الأطلسي، إلى «يقظة وحزم»، وإلى تحسين قدرات الحلف واستعداداته الدفاعية، بعد اتهامه روسيا بمحاولة زعزعة استقرار الغرب، بأسلحة نووية جديدة وهجمات إلكترونية وعمل سري، بما في ذلك تسميم سكريبال وابنته. وقال: «بدأت روسيا تصبح مفاجئة وأكثر عدوانية»، وأشار إلى ضرورة «عدم إساءة تقدير قوتها»، مبدياً استعداداً دائماً للحلف للردّ، إذا تعرّض أي حليف لهجوم عسكري. وزاد: «لا نريد أي حرب، بل رادعاً موثوقاً به، وهدفنا عدم التصعيد». وتوقع ستولتنبرغ أن تعدل المستشارة الألمانية أنغيلا مركل وزعماء الحلف الآخرون نهجهم، خلال اجتماع قمة الحلف الصيف المقبل، في ضوء خطر إمكان إعطاء روسيا أسلحة نووية ثقلاً أكبر، في شكل تدريجي، في تدريباتها وقدراتها العسكرية الجديدة.