دعت لجنة «كوبرا» الوزارية التي تعقد في حالات الطوارئ الوطنية في بريطانيا الى «الحفاظ على الهدوء»، في قضية الاشتباه بتسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا داخل مطعم في مركز للتسوق بمدينة سالزبوري (جنوب غرب) الأحد الماضي. وسكريبال، هو كولونيل سابق في الاستخبارات الروسية حُكم عليه في موسكو بالسجن 13 سنة عام 2006، ثم أطلق عام 2010 في صفقة تبادل سجناء بين موسكو من جهة ولندن وواشنطن من جهة أخرى، ليقيم بعدها في انكلترا. وقالت وزيرة الداخلية أمبير رود: «نريد ان نعرف المزيد عن المادة المجهولة المستخدمة»، التي حتمت ادخال سكريبال وابنته يوليا المستشفى التي شخصت حالتهما بأنها «حرجة». وتابعت: «نتوقع تحقيقاً طويلاً»، على رغم ان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون سارع الى اتهام بموسكو بالوقوف خلف الحادث الذي «يذكر بتسميم العميل الروسي السابق ألكسندر ليتفيننكو بمادة بولونيوم مشعة داخل مقهى في لندن عام 2006». في المقابل، أبدت روسيا غضبها من توجيه اصابع الاتهام اليها. وقالت الناطقة باسم وزارة خارجيتها ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي: «هذه القصة تهدف الى اعطاء زخم جديد للحملة ضد روسيا في وسائل الإعلام، وهي ستنتهي كالعادة بتوجيه اتهامات بلا أساس، ثم إبقاء الأمور سرية، إذ لن يعرف الصحافيون ولا الشعب ولا السياسيون ما حصل فعلاً». وفيما يتولى خبراء في المختبر العسكري ببورتون داون قرب سالزبوري التحقيق في المادة التي جعلت العميل المزدوج وابنته يُصابان ب «مرض خطير»، استبعد بروفسور الفيزياء الطبية في مستشفى «رويال بركشير»، مالكوم سبيرين اصابتهما بإشعاعات، معتبراً ان «بعض العوارض المشار اليها تجعلنا نفكر بمادة كيمياوية، على رغم أنه لا يمكن تأكيد ذلك». وأشارت صحيفة «ذي سان» الى احتمال استخدام مادة «ثاليوم» السامّة، فيما ذكرت صحيفة «ذي تلغراف» أن التسميم حصل عبر غاز «في إكس» للأعصاب الذي استخدم في عملية قتل الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون في ماليزيا في شباط (فبراير) 2017. وأفادت صحيفة «ذي تايمز» بأن المحققين سيتناولون ظروف موت زوجة سيرغي سكريبال، ليودميلا التي توفيت عام 2012 بعد اصابتها بمرض السرطان، وإلى موت ابنه ألكسندر في سان بطرسبرغ العام الماضي. وتواصل الشرطة تحقيقاتها في منشآت مركز التسوق بسالزبوري، في محاولة لاستعادة تحركات الكولونيل السابق وابنته. وهما تناولا الغداء في مطعم «بيتزا زيزي»، واحتسيا شراباً في حانة «ذي ميل» التي لا تزال مغلقة. وفُرض طوق أمني «احتياطي» في منطقة تمتد على نحو 35 كيلومتراً من مركز التسوق.