أوصى المشاركون في المؤتمر السابع للطب النفسي الذي اختتمت فعالياته مساء أمس (الخميس) في جدة، بضرورة الاستفادة من الخبرات الإقليمية والعالمية في مجال ممارسة الطب النفسي وأساليب علاجه وتطبيقها بما يتلاءم مع ثقافة المجتمعات العربية وتطوير برامج معالجة الإدمان بما يتوافق مع التغيرات في الأنماط الإدمانية ومناسبتها لجميع الشرائح والفئات العمرية وشموليتها وسهولة الحصول على الخدمات العلاجية والتركيز على المفاهيم والضوابط الأخلاقية المحددة للعلاقة بين الممارسين وشركات الأدوية. ونصت التوصيات على رصد وتوثيق الإحصاءات والبيانات المتعلقة بالأمراض النفسية والاجتماعية، من خلال مركز وطني موحد يمكِن المخططين والباحثين من الحصول على المعلومة الموثقة، التي تنعكس على تطوير تقديم الخدمات في مجال الصحة النفسية ومواكبة التطور في تشخيص الأمراض النفسية وضرورة وضع الاختيارات المتعددة أمام المتخصصين لتقديم أفضل الخدمات للمرضى والمستفيدين، ووضع برامج وقائية فعالة لتقليل الضغوط والعوامل المؤدية للأمراض النفسية، خصوصاً الاكتئاب النفسي والتصدي لهذا المرض بالتثقيف الصحي التفاعلي المنهجي المطور ووضع إرشادات وسياسات في كيفية التعامل مع الأوضاع الطارئة والأزمات. وطالب المشاركين بضرورة تدريب العاملين المختصين في مجال الكوارث من النواحي النفسية والاجتماعية وإعداد برامج نفسية متخصصة تضمن جودة حياة المرضى النفسيين، خصوصاً العقليين من خلال برامج تقليل الوصمة الاجتماعية والتأهيل وإعادة الدمج في المجتمع وتقليل مصادر الضغوط، والطلب من الجهات المختصة في المؤسسات الحكومية والجمعيات التطوعية الصحية رفع ثقافة المجتمع من خلال برامج متخصصة وشاملة في البناء التربوي والديني والاجتماعي وممارسة أدوار إعلامية تحقق هذه الأهداف. وتضمنت التوصيات رفع مستوى مهارات التربية الفعالة الأساسية لدى الآباء من طريق برامج مقدمة من الجهات الأكاديمية والتربوية والعمل على تقديم برامج الإرشاد الزواجي تحت ضوابط مقننة تقدمها المراكز السلوكية والاجتماعية والمتخصصون في هذا المجال، ما يمكن من خلاله تحقيق استقرار الأسرة وتقليل الخلافات الأسرية. وشدد «المؤتمر» على أهمية التوعية بأضرار المخدرات من واقع المناهج التعليمية في المرحلتين الثانية والثالثة من التعليم وحماية النشء ببرامج تعزز السلوكيات الإيجابية وترفع عوامل الحماية وتقلل من العوامل الخطرة، وإنشاء نواد اجتماعية مؤهلة لكبار السن، من خلال برامج تقدم بأسلوب يتناسب مع مهاراتهم وقدراتهم ومكانتهم، للحد من التعرض للازمات النفسية وتوفير البيئة المناسبة لهم والتركيز على تطوير برامج التأهيل للمرضى النفسيين وتطوير البرامج العلاجية بما يناسب حاجات المرضى وتوفير البيئة المساعدة لتحقيق ذلك والعمل على رفع عدد الأسرة للمرضى النفسيين والمدمنين في المستشفيات المتخصصة، والخدمات النفسية الشاملة وذلك لتلبية حاجات المرضى بسهولة. وأعلن رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور محمد الشاوش أن المشاركين أكدوا على ضرورة تفعيل التوصيات، سواء التي تحتاج إلى موافقة من الجهات التشريعية أو التي يتوجب دعمها من القطاع الحكومي. وناقش المؤتمر خلال جلساته عدداً من القضايا المتعلقة بالتطورات في مجال الطب النفسي وأحدث الدراسات والطرق الطبية من خلال 35 ورشة، و45 ورقة عمل قدمها نخبة من الاختصاصيين من داخل وخارج المملكة، إضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب المتعلقة في هذا المجال، فيما شهدت اللقاءات الجانبية مناقشة دور التطورات الإقليمية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية في تزايد حالات جديدة من الأمراض النفسية والاكتئاب وكيفية مواجهتها والتصدي لها قبل تفاقمها.