أظهر اليوم الأول من اقتراع مصريي الخارج في انتخابات الرئاسة أن الحُكم ماضٍ في كسب رهان الإقبال على المشاركة فيها، على رغم تضاؤل فرص المنافسة، إلى حد اعتبارها محسومة سلفاً لمصلحة الرئيس عبدالفتاح السيسي، نظراً إلى احتفاظه بشعبية واسعة، فيما منافسه الوحيد رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى لا يحظى بثقل سياسي يؤهله الى المنافسة. وقال الناطق باسم الهيئة الوطنية العليا للانتخابات المستشار محمود الشريف إن مقار الاقتراع تشهد إقبالاً كثيفاً من المصريين في الخارج، معتبراً أن نسب المشاركة «مُرضية جداً»، من دون أن يكشف أي أرقام. وأكدت وزارة الخارجية أن المصريين أقبلوا على الاقتراع بكثافة. وتمّ الاقتراع أمس في 139 مقراً انتخابياً في قنصليات وسفارات مصر في 124 دولة. ولوحظت كثافة الإقبال على الاقتراع في السعودية والإماراتوالكويت خصوصاً، علماً أن الدول الثلاث من أكبر الدول التي تضم جاليات مصرية. وشوهدت أمس طوابير طويلة للناخبين في جدة والرياض ودبي وأبو ظبي والكويت، وتم الاقتراع وسط أجواء احتفالية، وتسهيلات قدمتها السفارات المصرية في الخارج، خصوصاً للمسنين وذوي الحاجات الخاصة. ووفرت بعض السفارات حافلات لنقل المصريين إلى مقار الاقتراع. ووفق تقديرات رسمية، يعيش 10 ملايين مصري في الخارج، لكن ليس معروفاً عدد من يحق لهم الاقتراع بين المغتربين، كون القانون يسمح لأي مصري في الخارج بالاقتراع في السفارة المصرية في البلد الموجود فيها، على أن تُرفع أسماء المُقترعين من كشوف الانتخابات في الداخل بعد انتهاء الاقتراع في الخارج يوم الأحد المقبل. ويعيش في السعودية أكبر جالية مصرية في الخارج بمليونين و900 ألف مصري، وفي الإمارات 760 ألفاً، وفي الكويت 500 ألف، وفي الأردن مليون و100 ألف مصري. وأخذاً في الاعتبار كثافة الإقبال على الاقتراع التي بدت في أول أيام الانتخابات، في الدول التي تضم العدد الأكبر من الجالية المصرية في دول العالم قاطبة، يُمكن توقع نسبة مرتفعة للمقترعين في الخارج. وستكون أجواء الاقتراع في الخارج مؤثرة إلى درجة ما في مصريي الداخل، الذين سيتوافدون على مراكز الاقتراع أيام 26 و27 و28 آذار (مارس) الجاري. ولا تتجه الأنظار نحو الرابح في هذه الانتخابات، لكن الأوساط تترقب حجم الإقبال على المشاركة، بعدما قضى السيسي ولايته الأولى متخذاً قرارات اقتصادية «مؤلمة» لتصحيح مسار الاقتصاد المصري، إذ ستعد كثافة المشاركة، بمثابة تجديد ثقة في السيسي ودعم شعبي إضافي لخططه الاقتصادية «الطموحة». وفي الشق السياسي، ستمثل المشاركة في الاقتراع رداً على دعاية جماعة «الإخوان المسلمين»، المُصنفة إرهابية، السلبية ضد النظام المصري المستمرة طوال فترة رئاسته الأولى. وبث التلفزيون الرسمي لقطات لحشود المصريين وهم ينتظرون الإدلاء بأصواتهم، وهم يتمايلون على أنغام أغانٍ وطنية أمام مراكز الاقتراع خصوصاً في دول الخليج.