أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن تطلعه لقيام المواطنين المصريين بالمشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أياً كانت توجهاتهم وآراؤهم، للتعبير عن إرادتهم الحرة، والمساهمة في بناء الوطن وتعزيز استقراره وحريته. وزار السيسي أمس وزارة الداخلية في القاهرة، بحضور رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ووزيري الدفاع الفريق أول صدقي صبحي والداخلية مجدي عبد الغفار رئيس أركان الجيش الفريق محمد فريد والقائم بأعمال رئيس الاستخبارات العامة اللواء عباس كامل وعدد من الوزراء، وكبار قادة الجيش والشرطة. وقال الناطق باسم الرئاسة السفير بسام راضي إن الرئيس عقد اجتماعاً لبحث مستجدات الحالة الأمنية في البلاد، واستمع لعرض من وزير الداخلية عن جهود الشرطة في مكافحة الإرهاب وقوى التطرف. تترقب الأوساط السياسية في مصر إطلاق الانتخابات الرئاسية في الخارج غداً الجمعة، ولمدة 3 أيام، لملاحظة حجم الإقبال على عملية الاقتراع، وسط جهود لرفع نسب المشاركة في ظل غياب منافسة جادة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المحسوم فوزه سلفاً ورئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى، في وقت بعثت الهيئة الوطنية للانتخابات أوراق الاقتراع للسفارات المصرية في 124 دولة استعداداً لبدء المرحلة الأولى من الاقتراع، علماً أن بعض الدول ستضم أكثر من مركز للاقتراع. وسرت فترة الصمت الانتخابي الأولى أمس في الداخل والخارج، وتستمر حتى انتهاء فرز الأصوات في مراكز الاقتراع في السفارات والقنصليات المصرية في نهاية ثالث أيام الاقتراع، ثم تستأنف الدعاية في الداخل، بالتزامن مع إرسال محاضر الفرز إلى الهيئة الوطنية المشرفة على الانتخابات في مصر، على أن تعلن النتيجة النهائية مطلع نيسان (أبريل) المقبل، بعد إجراء الاقتراع في الداخل خلال الفترة ما بين 26 و28 آذار (مارس) الجاري. وعلى رغم أن نتيجة الاقتراع في الخارج لن تعلن في حينها، لكن الاقتراع يعد اختباراً لإقبال المصريين على المشاركة، خصوصاً في ظل تعدادهم الذي يمثل نحو 10 في المئة من تعداد سكان مصر وفق آخر إحصائية للجهاز المركزي للإحصاء في أيلول (سبتمبر) الماضي، وتتمركز النسبة الأكبر منهم في المملكة العربية السعودية بحوالى 3 ملايين مصري، تليها الأردن بحوالى مليون ونصف المليون نسمة. ويحق لحوالى 60 مليون نسمة الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في الداخل والخارج. وتوقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان جهاد عودة انخفاض نسب المشاركة بين الجاليات المصرية في الخارج عنها في الداخل، وقال ل «الحياة»: «الجاليات عادة ما يتراجع ارتباطها بقضايا وطنهم الأم، لافتاً في الوقت ذاته إلى جهود رسمية حاولت تغيير ذلك خلال الفترة الماضية، عبر لقاءات بأبناء الجاليات وحضهم على المشاركة. وكانت السفارات المصرية في الخارج شهدت على مدى الأسابيع الماضية، مؤتمرات للحض على المشاركة في الانتخابات بمشاركة مسؤولين، في وقت شدد عدد من السفراء المصريين قبيل إطلاق فترة الصمت الانتخابي على ضرورة المشاركة في الاقتراع واعتبروها «واجباً وطنياً في ظل ظروف تاريخية تواجه فيها مصر الإرهاب». وحض رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار لاشين إبراهيم المصريين في الخارج على المشاركة في الاقتراع الرئاسي باعتباره «حقاً دستورياً وواجباً وطنياً»، مشيراً إلى تزامن الاستحقاق الانتخابي مع ما تواجه مصر من تحديات، وما يفرضه ذلك من التزام أخلاقي بالمشاركة. وأضاف إبراهيم في تصريح صحافي أمس، أن المشاركة في الاقتراع أحد أهم آليات استكمال عمليات التنمية والبناء التي أطلقها المصريون بعد ثورتين شعبيتين في كانون الثاني (يناير) 2011 وحزيران (يونيو) 2013. وتابع: «بناء الأوطان عملية مستمرة تتطلب البذل والعطاء، والمشاركة الواسعة للمصريين في الاقتراع واجب وطني يُرسي دعائم الديموقراطية والحكم الرشيد التي وضعها الدستور، خصوصاً في ظل التضحيات الجسام والملحمة البطولية التي تقدمها القوات المسلحة لتطهير أرض سيناء من الإرهاب الأسود الذي يستهدف الوطن وأمنه واستقراره». وشدد رئيس الهيئة على نزاهة العملية الانتخابية وسلامتها، إذ سيتم في أعقاب انتهاء تصويت الخارج مباشرة، إجراء حصر عددي بأسماء من قاموا بالإدلاء بأصواتهم، ورفع تلك الأسماء من سجلات الناخبين داخل مصر.