دمشق، نيقوسيا، لندن - «الحياة»، ا ف ب ، رويترز - قال ناشطون وحقوقيون سوريون امس، إن قوات الامن واصلت حملة الاعتقالات في عدد من المدن السورية، من بينها دير الزور وطرطوس ودمشق، حيث اعتقلت «اكثر من مئة طالب» في المدينة الجامعية في العاصمة. ويأتي ذلك فيما ذكر معارض سوري أمس، ان تمرداً وقع اول من امس داخل سجن الحسكة المركزي شمال شرق سورية، بينما قالت الخارجية البريطانية إن تحقيقاً سيفتح حول تعرض محتجين ومعارضين للنظام السوري في بريطانيا لتهديدات من قبل السفارة السورية في لندن بسبب مشاركتهم في تظاهرات ضد النظام. وعن الوضع الميداني بعد يوم من اشتباكات وقعت بين مؤيدين ومعارضين للنظام أدت الى مقتل نحو 7 محتجين على يد قوى الامن، قال رئيس «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن «قوات الامن داهمت بعنف المدينة الجامعية في دمشق واعتقلت اكثر من مئة طالب». وأشار إلى «حدوث عدة اصابات في صفوف الطلاب عندما انهال رجال قوى الامن واعضاء من اتحاد الطلبة الموالي للنظام عليهم بالضرب بالهراوات». وأضاف عبد الرحمن أن «قوات الامن قامت بعدة حملات مداهمة واعتقلت عدداً من الاشخاص في دير الزور (شرق) وحي ركن الدين في دمشق وقرية الحميدية التابعة لمدينة طرطوس (غرب) وقرية حمورية (ريف دمشق)»، من دون ان يتمكن من تحديد عدد المعتقلين. كما أشار «الى أنباء عن إحراق عدد من المنازل في قرية الحميدية اثناء المداهمة»، لافتاً الى انه «لم يتمكن من التأكد من صحة هذه المعلومة». وذكر رئيس المرصد أن «قوات الامن السورية اطلقت النار ليل الثلثاء لترهيب متظاهرين في احياء الخالدية ودير بعلبة وبابا عمر وباب السباع والبياضة في حمص (وسط) منعاً لمشاحنات بين تظاهرات مؤيدة للرئيس بشار الاسد وأخرى مناهضة له». في موازاة ذلك، أفادت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) امس، ان «جثامين عشرين شهيداً شيعت في موكب رسمي من مستشفى في حمص (وسط البلاد) الى مقبرة الشهداء في اللاذقية غربها، بعدما قضوا في مجازر جسر الشغور على أيدي التنظيمات الإرهابية المسلحة». وزادت: «جثامين 52 شهيداً وصلت الى مستشفى حمص، و26 جثماناً سيشيَّعون (اليوم) الى مقبرة الشهداء في حمص». إلى ذلك، ذكر معارض سوري أمس، أن تمرداً وقع اول من امس داخل سجن الحسكة المركزي شمال شرق سورية، احتج فيه السجناء على قرار العفو الرئاسي الذي صدر امس ولم يشملهم. وقال المعارض السوري لوكالة «فرانس برس»: «حدث بعد ظهر امس الثلاثاء تمردٌ داخل سجن الحسكة المركزي بعد صدور قرار العفو الرئاسي»، موضحاً ان هذا التمرد «جاء احتجاجاً على العفو الرئاسي الصادر، الذي لم يشمل سوى اثني عشر سجيناً من أصل أكثر من ألفين من نزلاء سجن الحسكة». ونقل المعارض عن احد السجناء المفرَج عنهم، «أن السجناء كانوا قد قرروا مسبقاً التمرد إذا لم يشملهم العفو»، لافتاً الى انهم «كانوا بانتظاره». وقال شهود عيان إن «عملية أمنية كاملة شاركت فيها قوات الشرطة وحفظ النظام وعناصر من قوات الأمن تواصلت حتى ساعات متأخرة من الليل»، وأشاروا الى ان «منطقة غويران التي يقع فيها السجن مطوقة». وأضاف الشهود أن «قوات الأمن التي اقتحمت السجن بدأت بإطلاق النار بشكل مكثف، كما أشار إلى توزُّع قناصة على الأبنية المجاورة للسجن». وأضاف السجين المفرج عنه: «ان السجناء احتجزوا ضابطاً وعدداً من عناصر الشرطة كرهائن، مقابل تلبية طلباتهم وشمولهم بالعفو» بحسب المعارض. كما أكد السجين المفرج عنه، أن «السجناء أحرقوا أحد المهاجع الرئيسية، وكسروا عدداً من الأبواب وجداراً يطل على الباحة الرئيسية». وكانت قوات الامن قمعت في 31 ايار (مايو) تمرداً في سجن حلب (شمال)، ثانية مدن البلاد مساحةً، انتفض خلاله المسجونون الذين يبلغ اجمالي عددهم سبعة آلاف، تضامناً مع حركة الاحتجاجات في سورية، كما ذكرت منظمة الدفاع عن سجناء الرأي في سورية، التي تتخذ من ألمانيا مقراً. إلى ذلك، قالت الخارجية البريطانية إن تحقيقاً سيُفتح حول تعرض محتجين ومعارضين للنظام السوري في بريطانيا لتهديدات من قبل السفارة السورية في لندن بسبب مشاركتهم في تظاهرات ضد النظام. وبحسب المحتجين، فإن السفارة السورية في لندن قامت بتصوير من شاركوا في تظاهرات ضد النظام امام السفارة السورية، موضحين ان هذه الصور ارسلت إلى عائلات الناشطين في محاولة للضغط عليهم. وأفادت الخارجية البريطانية امس، أنها على علم بتلك الاتهامات، موضحة ان الشرطة ستفتح تحقيقاً حولها، وأن أي ديبلوماسي يثبت تورطه في مخالفات، ستُتخذ إجراءات ضده. وقال جهاد مقدسي، الملحق الاعلامي في السفارة السورية، إن البعثة الدبلوماسية تنفي هذه الادعاءات.