انصرف المسؤولون اللبنانيون الى التحضير للتوافق على إدارة جلستي المجلس النيابي المنتظر عقدهما، الأولى يوم الاثنين 9 حزيران (يونيو) وهي مخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية والثانية يوم الثلثاء 10 حزيران وعلى جدول أعمالها إقرار سلسلة الرتب والرواتب، والتي سبقتها وتسبقها اتصالات من أجل التأكيد على ضرورة مواصلة التشريع الذي تقتضيه الضرورة على رغم الشعور الرئاسي. (للمزيد) وأخذ تقويم نتائج زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى بيروت أول من أمس، حيّزاً من الاهتمام، فزار السفير الأميركي ديفيد هيل عدداً من القيادات السياسية وبعض السفراء لينقل إليهم فحوى محادثات الوزير الأميركي في بيروت، فالتقى لهذه الغاية رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس نجيب ميقاتي ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط. وقالت مصادر سياسية ل «الحياة» إن بعض القيادات السياسية سأل عما نقلته وسائل الإعلام عن كيري خلال مؤتمره الصحافي في حديثه عن أمله بانتخاب «رئيس قوي»، فيما وجد بعض الأوساط أن حديثه عن «حزب الله» في سياق دعوته روسياوإيران والحزب الى بذل الجهود لوقف الحرب في سورية، قد يحمل تغييراً في سياسة واشنطن حيال الحزب. وذكرت مصادر اطلعت على نتائج محادثات كيري أن الأسئلة تأتي في إطار التكهنات وأن لا جديد في مواقف كيري، وأن الرسالة التي جاء من أجلها الى لبنان هي دعم استقراره ومؤسساته والحض على انتخاب رئيس جديد وتأكيد الحرص على أمنه. وكانت ترجمات محطات التلفزة لتصريحات كيري امتلأت بالأخطاء التي أعطت معنى مغايراً لبعض عباراته في بعض الأحيان، ومنقوصاً في أحيان أخرى. وإذ اختلفت الترجمات المباشرة على الهواء بين محطة وأخرى، فإن الصحف اللبنانية التي اعتمدت ترجمة هذه المحطة أو تلك، وقعت في الخطأ نفسه، بما فيها «الحياة». وفيما أسقطت ترجمة إحدى المحطات عبارة «إيران» في سياق دعوته روسياوإيران و «حزب الله» الى بذل الجهد من أجل وقف الحرب السورية، وردت في ترجمة محطة أخرى. وأخطأت المحطات التلفزيونية في ترجمة عبارة كيري عن انتخاب رئيس للجمهورية، ونسبت إليه قوله إنه يأمل «برئيس قوي»، فيما الترجمة الفعلية هي عبارة «رئيس يتمتع بالسلطة (أو الصلاحيات) الكاملة»، وهذا أعطى تفسيرات مغايرة لما يقصده، فضلاً عن أخطاء أخرى وقعت تفسح في المجال لالتباسات في كلامه. وكان الرئيس بري التقى رئيس الحكومة تمام سلام لتبادل الآراء حول زيارة كيري، وللتنسيق في ما يخص تفعيل المؤسسات في ظل الشغور الرئاسي والتحضير لجلسة البرلمان الثلثاء المقبل، وأطلعه على نتائج مداولاته مع العماد عون لجهة موقف الأخير برفض التشريع ومطالبة وزرائه بتقييد عمل مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي. كما أطلع بري جنبلاط عبر موفده وزير الصحة وائل أبو فاعور، على محادثاته مع كيري ولقائه عون. وقالت مصادر نيابية إن رئيس المجلس اتفق مع عون على ضرورة تفعيل عمل المؤسسات ريثما ينتخب الرئيس الجديد لأنه لا تجوز مواجهة الفراغ بفراغ آخر. والتقى البطريرك الماروني بشارة الراعي المؤسسات المارونية التي رأت أن «الدستور في مادته ال75 يعتبر البرلمان هيئة انتخابية للرئاسة لا هيئة تشريعية»، وأكدت أن «التمادي في عدم انتخاب رئيس جديد وبقاء الحكومة لمدة غير محددة يناقضان الميثاق الوطني الذي يوزع رئاسات السلطتين الاشتراعية والتنفيذية على الماروني والشيعي والسني، وفي هذه الحالة يلغى مكون أساسي هو الرئيس الماروني». من جهة أخرى، بقيت نتائج الانتخابات الرئاسية في سورية مدار تعليقات من القيادات اللبنانية، فاعتبر زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أنها «مسخرة وسوداء وحقيرة ودموية وساقطة»، معتبراً أن «قلة في هذا العالم احتفلت بتتويج بشار على عرش الجريمة المستمرة...». وغمز الحريري من قناة الوزير كيري من دون أن يسميه بالقول: «الشعب السوري يحتاج الى أكثر من وصف الانتخابات بصفر مكعب». أما جنبلاط، فسخر من الانتخابات وقال: «لولا بعض الركام في حمص وبعض الدمار في حلب والطرقات المقطوعة في إدلب لتمكن سكان كل هذه المدن من تجديد البيعة للسيد الرئيس ولو كان على جثث وأشلاء الضحايا الذين تقدر أعدادهم بمئات الآلاف».