تتسارع اللقاءات والاتصالات على خطوط عدة قبل الجلسة الخامسة غداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية والتي لا تبدو ظروف أي تفاهم في شأن هذا الاستحقاق ناضجة حتى الآن. وفي السياق ترأس رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس اجتماع كتلة «التنمية والتحرير»، وجرى عرض أجواء جلستَي مناقشة رسالة رئيس الجمهورية عن الاستحقاق الرئاسي وانتخاب الرئيس المقررتين اليوم وغداً. وكان بري التقى للغاية الوزير وائل أبو فاعور موفداً من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي أطلعه في حضور الوزير علي حسن خليل على أجواء لقاءات باريس، وتطرق الحديث إلى مستجدات الاستحقاق الرئاسي. حلو وبيت التلاقي وعاودت كتلة «اللقاء الديموقراطي» برئاسة جنبلاط الذي عاد منتصف ليل أول من أمس من باريس يرافقه أبو فاعور، عقد اجتماعاتها الدورية، واجتمعت مساء في منزل مرشحها للرئاسة النائب هنري حلو الذي قال بعد اللقاء انه «ايام الوالد بيار حلو جمع هذا البيت وكان هناك تلاقي مع الامام المغيب موسى الصدر كما انه كانت هناك لقاءات عديدة مع كمال بك جنبلاط والشيخ بشير الجميل». وقال: «إن هذا البيت هو بيت الرابطة المارونية، والحوار والتوافق والتلاقي بين كل أبنائه، وفي هذا البيت نمد الجسور بين كل أبناء الوطن. وبهذه الروحية ترشحت لرئاسة الجمهورية لنعود ونتوحد ونكون كلنا بين بعضنا بعضاً ونتكلم مع الجميع». وأضاف: «هذا البيت هو بيت الدستور. فهو بيت دستور ميشال شيحا وكل مؤسسات الدولة ومواجهة التعطيل الذي يحصل والفراغ الذي من المعقول أن يحصل بعد يومين». وقال: «ليس لدينا إلا الحوار لنخرج من المأزق والتوافق بين كل اللبنانيين»، داعياً إلى «إنقاذ قصر بعبدا». وطالب ب «احترام مبادئ الدستور والنصوص ولبننة الاستحقاق من دون انتظار ما سيحصل من لقاءات خارج لبنان، فلدينا بعد فرصة حتى نهاية الأسبوع، وليكن الاستحقاق لبنانياً بكل معنى الكلمة». وأكد حضور «اللقاء الديموقراطي» جلسة اليوم في المجلس النيابي لمناقشة رسالة الرئيس ميشال سليمان، وغداً في جلسة انتخاب رئيس جديد. وجددت كتلة «المستقبل» النيابية «تمسّكها برئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مرشحاً رئاسياً والذي يحظى بإجماع قوى 14 آذار»، داعية قوى 8 آذار إلى «تسمية مرشحها إفساحاً في المجال أمام النظام الديموقراطي لكي يلعب دوره كاملاً، لا تعطيله وإدخال البلاد في شغور ينعكس سلباً على صورة لبنان وصورة استقراره». وشددت في بيان بعد اجتماعها في «بيت الوسط» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، على أن «الجهود يجب أن تنصب من كل القوى لإنجاز انتخاب الرئيس قبل انتهاء الولاية الدستورية للرئيس ميشال سليمان، إذ إن هذه المهمة تأتي في صدارة المهمات المطلوبة من النواب في هذه الظروف». واعتبرت أن «الشغور مرفوض وغير مقبول لأنه ينعكس سلباً على الثقة بلبنان وعلى قدرة اللبنانيين على التوافق من أجل تجديد مؤسساتهم الدستورية». وكان السنيورة وضع النواب في أجواء ونتائج الاجتماعات التي تمت في باريس مع الرئيس سعد الحريري وجعجع. وقرر «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي «ممارسة الحق السياسي المحفوظ للنواب بحضور جلسة المجلس اليوم للاستماع إلى رسالة سليمان»، معتبراً أنّها «جاءت متأخرة». وأشار إلى أن «النقاش الذي يجري في موضوع ما يسمى بتعطيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ليس تعطيلاً بل تمسك صارم بالميثاق ومقتضياته». واعتبر التكتل، في بيان تلاه وزير العمل السابق سليم جريصاتي، أنّ «صلاحية الرئيس المحفوظة غابت عن أوضاع دستوريّة سابقة واستحقاقات أخرى «افترست العهد الرئاسي» الذي انقضى نصفه بتأليف الحكومات». وذكّر بيان التكتل أنّ «في لقاء بكركي جرى تأكّيد انتخاب رئيس للجمهورية قادر على تحمل مسؤولياته يستمد دعمه من المكون الذي ينتمي إليه ويعبّر عن وجدان المسيحيين، والعبارة وردت في كلام للرئيس سعد الحريري في خطابه في بيال، والوطن برمته»، متطرقاً إلى «حصيلة نقاشات اللجنة السياسية التي تألّفت في بكركي والتي تمثل فيها الأقطاب الأربعة وبعض الأعضاء الآخرين الذين اختارهم البطريرك حيث ورد في التفسير وجوب إجراء انتخابات رئاسية لتأتي برئيس جديد. ما ينفي الأفكار المتداولة بشيء من الاستنسابية والاستسهال عن تمديد من هنا أو تصريف أعمال من هناك». وأضاف: «وهناك مبدأ وجود الأخذ بالحسبان التدخلات الخارجية التي ستحضر ربما لتفرض تسويات معينة أو مرشحين معينين لا يتمتعون بالمواصفات المطلوبة وتضمن الدستور وسائل التصدي لذلك، والمقصود النصاب، ويلاحظ النائب يوسف سعادة ان تغيب النائب عن الجلسات حق سياسي له ومن ثم علاقة اي فائز بالانتخابات بالاقطاب الآخرين في ضوء المصلحة المشتركة ما ينفي مقولة ان رئيساً من الاقطاب سينتقم من الاخرين». وأشار بيان التكتل إلى أنّه تداول «بالنهج لمقاربة الاستحقاق الرئاسي وهو نهج مستمد من النهج الحكومي الراهن ونرغب في تزخيمه في الاستحقاق الرئاسي». وانتقل البيان إلى «مذكرة بكركي إذ ظهّرت أيضاً بالتفصيل مواصفات الرئيس المطلوب أي القوي الذي تتأمن معه مقتضيات الصيغة والوفاق ويؤمن المشاركة الفعلية لمكونات الوطن في صناعة القرار الوطني». وعن جلسة انتخاب الرئيس قال جريصاتي: «في حال استمرار الظروف نفسها التي أدّت إلى عدم حضور جلسات الانتخاب السابقة والتي قضت باستعمالنا الحق السياسي المحفوظ لنا بعدم الحضور فلن نحضر، أمّا إذا تغيّرت نحو الوفاق الذي نسعى إليه فسنحضر». وعن التسريبات عن الموقف السعودي تجاه ترشح عون قال: «وُصِفت بالتسريبات».