«لا وجود للجماعة الثقافية في مصر»... هذا ما ذهب اليه الروائي المصري بهاء طاهر خلال لقاء نظمته دار «الشروق» في القاهرة أخيراً. وذهب صاحب رواية «واحة الغروب» أبعد من ذلك بقوله إن «الكيانات الثقافية الموجودة الآن في مصر، بدءاً من المجلس الأعلى للثقافة ومروراً باتحاد الكتاب وغيرها لا تفعل شيئاً، ولا دور لها على الإطلاق». وأضاف: «خسرنا المعارك التي خضناها من أجل استقلال المجلس الأعلى للثقافة عن وزارة الثقافة بحيث يصبح سلطة موازية للسلطة التنفيذية، كما فشلنا في رفع وصاية الوزارة عن اتحاد الكُتاب لكي يصبح نقابة مستقلة». وفي الخلاصة رأى طاهر الذي بادر في ذروة ثورة 25 يناير بالتنازل عن «جائزة مبارك في الآداب» أن «الموقف الآن في حال سيولة شاملة والجماعة الثقافية لم تعد تتمثل إلا من خلال أفراد يعبر كل منهم عن وجهة نظر خاصة... المجتمع الآن، وفي ظل غياب هذه الجبهة الثقافية التي كان من المفروض أن تكون موجودة، يتحرك في شكل عشوائي». وعاب طاهر على الجماعة الثقافية المصرية «انشغالها الدائم بالحديث عن الإخوان المسلمين»، موضحاً أن «ليس علينا أن نلوم الآخرين لأننا لم نستطع أن نفعل مثلهم». كما انتقد غياب الشفافية في عمل الأجهزة الثقافية وعدم وجود تنسيق واتصال بينها، مشيراً إلى أن «أعمال هذه الكيانات، بما فيها الأزهر والكنيسة، مغلفة بقدر كبير من السرية والقداسة». وقال إننا ضد الإخوان المسلمين فكرياً، لكنني من الناحية الموضوعية أرى أنها تحقق نجاحات متوالية، فضلاً عن أنها استطاعت الصمود أمام المحن، ولو أن أي جهة أخرى فعلت ما فعلته تلك الجماعة لوصلت إلى ما وصلت اليه». ولاحظ صاحب رواية «الحب في المنفى» أن مصر تعيش الآن «في حال غموض ثوري»، وأرجع ذلك إلى «غموض شديد تتسم به تحركات المجلس الأعلى للقوات المسلحة» الذي يحكم البلاد منذ تنحّي الرئيس السابق حسني مبارك في 11 شباط (فبراير) الماضي. وعن الأعمال الأدبية التي استلهمت ثورة 25 يناير، قال طاهر: «قرأت عدداً من الكتب التي تقدم يوميات تسجيلية عن الثورة بعيداً من أي طموح ابداعي. هذه الكتب أعتبرها جيدة ومهمة لأنها مستقبلاً ستصبح نبعاً يمكن أن يستقي منه الذين يرغبون في الكتابة عن تلك الثورة».