«الأدب المقارن والحوار مع الآخر في ضوء ثورة 25 يناير»، عنوان ندوة نظمتها الجمعية المصرية للأدب المقارن بالتعاون مع المجلس الأعلى المصري للثقافة في القاهرة أخيراً، واكبت الاحتفال ب «اليوم العربي الثالث للأدب المقارن وحوار الثقافات». وخلال الندوة قدم الكاتب والمترجم شوقي جلال ورقة بحثية عنوانها «إلى أين نحن ذاهبون؟»، خلص فيها إلى أن في مصر: «ثقافتين، ثقافة السلطة وثقافة العامة المستضعفين، وتحدد كل منهما صورة الذات وصورة الآخر». وقال إن المثقفين المصريين «منقسمون بدورهم إلى تقليديين، تعاملوا مع السلطة بإخلاص شديد حتى توحدوا معها، وهؤلاء يتصدرون المشهد الآن ويتحدثون عن ثورة 25 يناير وكأنهم هم الذين صنعوها، ومستنيرين يحتفظون بمسافة نقدية تفصلهم عن السلطة وهؤلاء قلة». وفي بحثه المعنون «ميادين الغضب: مشاهد من روايات مصرية» ينطلق الناقد حسين حمودة من أمثلة لروايات مصرية منها الثلاثية لنجيب محفوظ، و«حديقة زهران» لعبدالفتاح رزق، و«رامة والتنين» لإدوار الخراط، و «مالك الحزين» لإبراهيم أصلان، و«شرق النخيل» لبهاء طاهر، احتفت بتظاهرات غاضبة تعددت أسبابها وتنوعت طرائق رصدها، لكنها ارتبطت بالميدان، حيث هو ساحة للوعي والاحتجاج والثورة». ويرى حمودة أن الثورة الراهنة موصولة بسلسلة من الثورات والاحتجاجات شهدتها مصر على مدى العقود التسعة الأخيرة، مشيراً إلى أن «يبقى السؤال عن الكتابة القادمة حول الغضب الراهن». وأشار الناقد سيد البحراوي في ورقته البحثية التي تحمل عنوان «التبعية الذهنية» إلى أن ثورة 25 يناير من حيث الشكل هي أشمل ثورة مصرية في العصر الحديث، موضحاً أن شعاراتها تحمل خصائص قيمية تتمحور حول الحق والخير والجمال. وحذر البحراوي من قوى خارجية تعلن أنها مبهورة بهذه الثورة «لكنها في الخفاء تخطط حتى ترتد مصر وتصبح تابعة لها ذهنياً من جديد». ويرى البحراوي أن الأمل في مواجهة «هذا المخطط» يقع على عاتق الطبقات الشعبية غير التابعة ذهنياً. «النفس النبية: استشراف 25 يناير في إبداعات رضوى عاشور الأدبية والنقدية»، موضوع الورقة البحثية التي قدمتها أستاذة الأدب الإنكليزي في جامعة عين شمس كرمة سامي ولاحظت قواسم مشتركة بين عاشور وغسان كنفاني «منها البصيرة والنفس الشفافة التي تستشعر الخطر». وترى سامي أن أهم ما يميز روايات رضوى عاشور هو أنها «مصرية، فلسطينية، عربية، عروبية، تنتمي إلى كل ما هو أخلاقي. أما ما يميزها كأديبة ومبدعة فهو أنها تحسب اللغة وطناً لها، تتوغل في الزمان والمكان عبر ثنائية التاريخ والجغرافيا، تحيل المتن إلى هامش والهامش إلى متن». وتناولت سامى في بحثها عدداً من أعمال عاشور منها: «حجر دافئ، خديجة وسوسن، سراج»، موضحة كيف حملت هذه الأعمال الكثير من إرهاصات ثورة 25 يناير. وقدمت الباحثة لبنى إسماعيل في ورقتها مقارنة بين نص «الناس اللي في التالت» 1992 لأسامة أنور عكاشة ونص «الخيال الاجتماعى» 1959 لسي وايت ميلز. وقدم الباحث أشرف عبدالسلام ورقة تتضمن دراسة مقارنة بين ملصقات ثورة 25 يناير وملصقات ثورة مايو 68 في فرنسا. وتناولت الباحثة زينات شمس دراسة مقارنة لروايتين لعبدالفتاح الجمل وطاهر بن جلون وكيف استغلا رمز «جحا» في التعبير عن الفساد ورد فعل الشعب تجاه هذا الفساد في مجتمع ما بعد الثورة على الاستعمار في مصر والمغرب.