واصل الثوار الليبيون، أمس، تضييق الخناق على قوات العقيد معمر القذافي بعدما تمكّنوا من التقدم مجدداً في اتجاه مدينة زليطن، وهي واحد من ثلاث بلدات رئيسية فقط ما زالت تفصل الثوار الذين يتقدمون من مصراتة عن العاصمة طرابلس. لكن النجاح الذي حققه الثوار على جبهة مصراتة - زليطن لم يتكرر على ما يبدو على جبهتين أخريين في غرب ليبيا وشرقها. إذ أفيد أن الثوار فقدوا 23 قتيلاً في هجوم فاشل شنّوه على مدينة البريقة النفطية التي تتحصن فيها قوات القذافي في شرق البلاد. كما بدا أن الثوار لم يتمكنوا أيضاً من الاحتفاظ بمواقعهم في مدينة الزاوية، غرب طرابلس، إذ نقلت السلطات الليبية مجموعة من الصحافيين لرؤية العلم الأخضر، رمز نظام القذافي، مرفوعاً في الساحة الرئيسية في الزاوية. وقالت الحكومة الليبية إن قرابة 100 من الثوار تسللوا إلى الزاوية حيث خاضوا مواجهات داميت يومين من القوات الحكومية التي «تحاصرهم» في غرب هذه المدينة الاستراتيجية التي يمثّل سقوطها في يد الثوار انقطاع الطريق بين طرابلس والحدود التونسية. وكررت الحكومة الليبية في الساعات الماضية تأكيد رفضها أي جهود خارجية للوساطة إذا ما كانت تتضمن شرط تنحي العقيد القذافي عن السلطة. وفي مؤشر يعكس على ما يبدو هذه الرغبة في تأكيد رفض تنحي القذافي، عرض التلفزيون الرسمي مشاهد للعقيد الليبي وهو يلعب لعبة الشطرنج مع رئيس اتحاد اللعبة الروسي كيرسان ايليومجينوف الذي نقل عنه رفضه مغادرة ليبيا، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يتولى مناصب في الدولة كي تنحّى عنها. واستمر الضغط الخارجي أمس على نظام القذافي، إذ أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله خلال زيارة مفاجئة لبنغازي اعتراف برلين بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الليبي. وكان لافتاً إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة مساء الأحد خلال استقبالها رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل، أنها باتت تتعامل مع المجلس من «حكومة لحكومة». وأمهلت أبوظبي السفير الليبي الموالي للقذافي 72 ساعة لمغادرة البلاد، في خطوة تسبق تسليم السفارة إلى الثوار الليبيين. وانتقل عبدالجليل أمس إلى عمّان التي تعترف أيضاً بالمجلس الانتقالي ممثلاً للشعب الليبي. وفي موازاة ذلك، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في كلمة في أديس أبابا، مقر الاتحاد الأفريقي، دول القارة السمراء الى التخلي عن القذافي، وقالت: «صحيح أن القذافي لعب دوراً رئيسياً في تقديم الدعم المالي لكثير من البلدان والمؤسسات الافريقية بما فيها الاتحاد الافريقي. لكن أصبح واضحاً أننا تجاوزنا بكثير زمن إمكان بقائه في السلطة». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين ان كلينتون قطعت جولتها الافريقية بسبب مخاوف من سحابة رماد بعد ثورة بركان في اريتريا يمكن أن تمنع سفرها من إثيوبيا.