رفض النظام الليبي التحدث عن أي احتمال لرحيل العقيد معمر القذافي بعد أربعة أشهر من بداية الثورة في البلاد، في الوقت الذي استؤنفت فيه الاشتباكات بين أنصار القذافي ومعارضيه بكثافة على عدة جبهات. وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة موسى إبراهيم أن ليبيا لن تقبل أي حوار لمعالجة الأوضاع في أراضيها يتضمن مبدأ رحيل القذافي. وقال القذافي، بحسب ما نقل عنه رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج الروسي كيرسان إيليومجينوف: «أنا لست رئيس وزراء ولا رئيسا ولا ملكا، ولا أشغل أي منصب في ليبيا. لهذا السبب ليس علي التخلي عن أي وظيفة». وقد التقى الرجلان في العاصمة طرابلس حيث لعبا الشطرنج، وبث التلفزيون الليبي مشاهد للمباراة ظهر فيها الزعيم الليبي مرتديا ثوبا بنيا ويضع نظارات سوداء. وأضاف إيليومجينوف «القذافي أكد لي أنه لا يعتزم مغادرة ليبيا، مشيرا إلى أنها وطنه، وأنها الأرض التي قتل فيها أبناؤه وأحفاده». وفي مقابلة مع إذاعة كومرسانت الروسية أعلن إيليومجينوف أن اجتماعه مع القذافي «لم يجر في حصن، بل في أحد المباني الإدارية بالعاصمة الليبية». وأكد أنه واثق من أن الأوضاع ستكون على ما يرام حين يحين موعد بطولة العالم للشطرنج المقرر إجراؤها في طرابلس، أكتوبر المقبل. وكرر القذافي بذلك ما كان أكده في تسجيل صوتي بث مطلع مايو، أكد فيه أنه رغم القصف «لن نخضع أبدا، لن تستطيعوا هزيمة شعب مسلح». وهو بذلك يؤكد أنه لن يتراجع قيد أنملة رغم الانشقاقات وغارات الأطلسي وتعدد الدعوات الدولية له للتنحي وخصوصا من روسيا، الحليف السابق له، التي من المقرر أن ترسل مبعوثا إلى طرابلس، هذا الأسبوع. وجاءت تصريحات القذافي أيضا في رد فعل على «الضمانات» التي أعلنت تركيا أنها ستوفرها له في حال قرر مغادرة بلاده. ولا يتوقع أن تلقى محاولة الوساطة التركية تجاوبا من طرف النظام الليبي، شأنها في ذلك شأن المسعى الإفريقي و«خارطة الطريق» التي يتوقع أن تعرضها روسيا. وتقول الأممالمتحدة إن النزاع الليبي أوقع ما بين عشرة و15 ألف قتيل وأجبر 952 ألف شخص على مغادرة ليبيا، منذ منتصف فبراير. من جهة أخرى، وصل وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله ووزير التنمية ديرك نيبل، أمس، إلى مدينة بنغازي معقل الثوار، في زيارة مفاجئة لدعم معارضي القذافي. وأعلن فيسترفيله أن ألمانيا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين، «ممثلا شرعيا وحيدا» لليبيا. وافتتح الوزيران مكتب اتصال ألماني في بنغازي، علما بأن السفارة في طرابلس مغلقة لأسباب أمنية، منذ مطلع مارس الماضي. وبمناسبة الزيارة قرر الوزيران مضاعفة المساعدة الإنسانية الألمانية لليبيا إلى أكثر من 15 مليون يورو. وأصبحت الإمارات العربية المتحدة ثاني دولة عربية بعد قطر والدولة ال12 التي تعترف بالمجلس الانتقالي الذي يمثل الثوار، وبينها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا. وحتى الصين أبدت استعدادها لاستقبال ممثلين عن الثوار «في مستقبل قريب». ميدانيا، تواصلت معارك عنيفة بين قوات القذافي وقوات معارضيه في عدة مناطق. وأعلنت الحكومة أن قواتها تصدت لمحاولة جديدة من جانب المعارضة للاستيلاء على بلدة الزاوية في شرق ليبيا. ويقول الثوار إن قتالا عنيفا وقع في وسط الزاوية، ولكن الصحفيين الذين سمحت لهم السلطات الليبية بزيارة البلدة قالوا إنها هادئة وخاضعة لسيطرة الحكومة التي كانت استردت الزاوية من أيدي قوات المعارضة بعد قتال عنيف استمر أسبوعين، مارس الماضي. واشتبك الثوار، الذين يسعون إلى التقدم نحو العاصمة طرابلس، مع قوات القذافي غربي البلاد. ويقترب الثوار من زليتن، إحدى ثلاث مدن تفصل بين مصراتة التي يسيطر عليها الثوار وبين العاصمة