رفض النظام الليبي الحديث عن احتمال رحيل العقيد معمر القذافي بعد اربعة اشهر من بداية التمرد في البلاد في الوقت الذي اسؤنفت فيه الاشتباكات بين انصار القذافي ومعارضيه بكثافة على العديد من الجبهات. وقال القذافي الاحد بحسب ما نقل عنه رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج الروسي كيرسان ايليومغينوف «انا لست رئيس وزراء ولا رئيسا ولا ملكا. انا لا اشغل اي منصب في ليبيا. لهذا السبب ليس علي التخلي عن اي وظيفة». وقد التقى الرجلان في طرابلس حيث لعبا الشطرنج وبث التلفزيون الليبي مشاهد للمباراة ظهر فيها الزعيم الليبي مرتديا برنسا بنيا ويضع نظارات سوداء. واضاف ايليومغينوف «القذافي قال لي انه لا يعتزم مغادرة ليبيا، مشددا على ان ليبيا وطنه، وانها الارض التي قتل فيها ابناؤه واحفاده». ويكرر القذافي بذلك ما كان اكده في تسجيل صوتي بث في 7 ايار/مايو اكد فيه انه رغم القصف «لن نخضع ابدا، لن تستطيعوا هزيمة شعب مسلح». وهو بذلك يؤكد انه لن يتراجع قيد انملة رغم الانشقاقات وغارات الاطلسي وتعدد الدعوات الدولية له للتنحي وخصوصا من روسيا الحليف السابق له التي من المقرر ان ترسل مبعوثا الى طرابلس الاسبوع القادم. واصبحت الامارات العربية المتحدة الاحد ثاني دولة عربية بعد قطر والدولة ال 12 التي تعترف بالمجلس الانتقالي الذي يمثل الثوار، وبينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا. وحتى الصين ابدت استعدادها لاستقبال ممثلين عن التمرد «في مستقبل قريب». وجاءت تصريحات القذافي الاحد ايضا في رد فعل على «الضمانات» التي اعلنت تركيا انها ستوفرها للقذافي في حال قرر مغادرة بلاده. ولا يتوقع ان تلقى محاولة الوساطة التركية تجاوبا من طرف النظام الليبي، شأنها في ذلك شان المسعى الافريقي و»خارطة الطريق» التي يتوقع ان تعرضها روسيا. القذافي مع رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج وتقول الاممالمتحدة ان النزاع الليبي اوقع منذ 15 شباط/فبراير ما بين «عشرة آلاف و15 الف قتيل» واجبر 952 الف شخص على مغادرة ليبيا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. ميدانيا تواصلت المعارك عنيفة بين قوات القذافي وقوات معارضيه. شرقا يحاول الثوار السيطرة على مدينة البريقة النفطية التي تقع على بعد 240 كلم غربي بنغازي، وفي مناطق الجبل الغربي يحاولون القضاء على جيوب المقاومة التابعة للنظام، بحسب مصادر التمرد. وسجلت الاحد معارك عنيفة على بعد 40 كلم شرقي مدينة البريقة الاستراتيجية استخدمت فيها صواريخ غراد والقذائف، بحسب الثوار. وقال موسى المغربي احد قادة هؤلاء الاثنين ان اربعة ثوار قتلوا في هذه المعارك. وساد الهدوء صباح امس هذه الجبهة، بحسب المصدر ذاته. في المقابل يؤكد النظام الليبي ان المتمردين لا يحرزون تقدما. وغير بعيد من مدينة مصراتة المتمردة التي تقع على بعد 200 كلم شرقي طرابلس، قصفت قوات القذافي السبت منطقة الدافنية. وبحسب متحدث باسم التمرد في مصراتة حاصرت القوات الموالية للقذافي حي ازدو الشعبي في زليطن على بعد 50 كلم غربي مصراتة وهددت بمكبرات الصوت باغتصاب النساء وقتل الرجال اذا لم يسلم المتمردون اسلحتهم. وفي الزاوية التي تقع على بعد 40 كلم غربي العاصمة طرابلس، احتدمت المعارك منذ السبت حين سيطر الثوار على حد قولهم على قسم من المدينة التي سيطرت عليها منذ آذار/مارس القوات الحكومية. وقطعت القوات الموالية للقذافي الطريق الموصل الى الحدود التونسية «لمنع تدفق اللاجئين» من هذه المدينة التي تضم 250 الف نسمة، بحسب مصدر من المتمردين. وفي جبال نفوسة غربا قتل سبعة ثوار على الاقل واصيب 49 آخرون في معارك مكثفة استهدفت تضييق الخناق على الزنتان، بحسب حصيلة لمراسل لوكالة فرانس برس من مستشفى المدينة. من جانب آخر امتدت حركة التمرد الى مدينة غدامس التاريخية التي تقع على بعد نحو 600 كلم جنوب غربي العاصمة طرابلس بمحاذاة الحدود مع تونس والجزائر، بحسب مصادر من الثوار.