قال الاتحاد الأوروبي أمس (الخميس) إنه سيقترح في غضون أيام إجراءات مضادة للرد على قرار الولاياتالمتحدة فرض تعرفات جمركية كبيرة على واردات الصلب والألمنيوم والتي وصفها بأنها «تدخل سافر» لحماية الصناعة الأميركية. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس أنه سيفرض تعرفات قدرها 25 في المئة على الصلب المستورد و10 في المئة على واردات الألمنيوم لحماية المنتجين الأميركيي،. ما يهدد بحرب تجارية مع شركائه التجاريين الأساسيين وبينهم الصين والاتحاد الاوروبي. وقال ترامب إن هذه الرسوم «ساصادق عليها الاسبوع المقبل». وصرح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في بيان: «نحن نأسف بشدة لهذه الخطوة، التي يبدو أنها تمثل تدخلاً سافراً لحماية الصناعة المحلية الأميركية ولا تستند إلى أي مبرر للأمن القومي». وأضاف: «لن نجلس بلا حراك بينما صناعتنا تتعرض لإجراءات غير عادلة تضع آلاف الوظائف الأوروبية في خطر... الاتحاد الأوروبي سيرد بحزم للدفاع عن مصالحنا». وأشار إلى أن المفوضية ستطرح في الأيام القليلة المقبلة مقترحاً يتضمن إجراءات تتسق مع قواعد منظمة التجارة العالمية ضد الولاياتالمتحدة لإعادة موازنة الوضع. وقال اتحاد مصنعي الصلب الأوروبيين (يوروفير) إن تعرفة موحدة بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب تعني أن الولاياتالمتحدة اختارت مجابهة تجارية، بدلاً من حصة على الواردات كان يمكن أن تسمح للحلفاء بالحفاظ على وجودهم في السوق الأميركي. وأوضح المدير العام ل«يوروفير» اكسيل ايغرت أن «صادرات الاتحاد الأوروبي من الصلب إلى الولاياتالمتحدة والتي بلغت 5 ملايين طن في 2017، ستنخفض بين ليلة وضحاها بنسبة حادة تصل إلى حوالى 50 في المئة أو أكثر». وأشاد بإعلان المفوضية الأوروبية عن إجراءات مناسبة وسريعة. وشدد إيغرت على أنه «يجب على الاتحاد الأوروبي ألا يسمح للانتعاش المعتدل لصناعتنا على مدى العام الماضي بأن يتم تدميره الآن بواسطة الحليف السياسي الأكثر أهمية للاتحاد الأوروبي». وكانت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالستروم أسفت للاجراءات الاميركية «التي سيكون لها تأثير سلبي على العلاقات بين ضفتي الأطلسي وعلى الأسواق العالمية». وأكدت أن هذه التدابير «ستقلص خيار المستهلكين الاميركيين للفولاذ والالومينيوم، وهذا يشمل الصناعات التي تستورد هذه السلع». واضافت أن «الاتحاد الاوروبي سيبدأ في أسرع وقت مشاورات حول تسوية الخلافات مع الولاياتالمتحدة في جنيف»، موضحة أن «المفوضية ستراقب تطور الأسواق وستقترح إذا كان ذلك ضرورياً إجراءات حماية تنسجم مع منظمة التجارة العالمية بهدف الحفاظ على استقرار سوق الاتحاد الأوروبي». بدوره، نبه وزير التجارة الدولية الكندي فرنسوا-فيليب شامبان إلى أن أي رسم جمركي محتمل تفرضه الولاياتالمتحدة على الصادرات الكندية من الفولاذ والألومينيوم سيكون «مرفوضاً». من جهتها حذرت مجموعة «تويوتا» لصناعة السيارات اليوم من «الأثر السلبي» للضرائب الباهظة التي يعتزم ترامب فرضها على واردات الفولاذ والالومنيوم، مؤكدة أن هذه الرسوم ستؤدي إلى زيادة كبيرة في أسعار السيارات في السوق الأميركية. وقالت «تويوتا» في بيان إن «أكثر من 90 في المئة من الفولاذ والالومنيوم اللذين نشتريهما (للسوق الاميركية) يأتي من الولاياتالمتحدة نفسها». وأضافت: «لكن قرار الحكومة فرض ضرائب كبيرة سيكون له أثر سلبي على مصنعي السيارات والموردين والمستهلكين لأنها ستزيد بقوة الاكلاف وبالتالي أسعار السيارات والشاحنات المباعة في الولاياتالمتحدة». وفي العام 2017 باعت «تويوتا» أكثر من 2.4 ملايين سيارة في الولاياتالمتحدة التي تعتبر السوق الاولى للمجموعة اليابانية.