بدأت شركات السياحة في المنطقة الشرقية تواجه ضغوط الحجوزات، واعتبروها باكرة بأكثر من ثلاثة أسابيع، متوقعين أن يكون موسم السياحة سيئاً بسبب محدودية الشركات في مطار الملك فهد، وفي ظل غياب الحركة الكثيفة التي عادة تتوجه إلى مطار البحرين. وأوضح عاملون في قطاع السياحة أن فقدان مطار الملك فهد للوجهات المباشرة لكثير من دول العالم سيزيد أوضاع الحجوزات سوءاً، خصوصاً أن فترة الإجازة الصيفية ستكون محكومة بشهر رمضان الذي لم يتعود السعوديون السفر فيه، مشيرين إلى أن تغييرات كثيرة حدثت في الوجهات، حيث تتصدر تركيا وماليزيا واندونيسيا وسيريلانكا الواجهة، في ظل غياب شبه تام لدول الشام العربي ومصر، كوجهات سياحية، فيما تصدرت بريطانيا الدول الأوروبية في الحجوزات. وأشار مدير مكتب المعالم للسفر والسياحة فوزي محمد إلى أن خريطة السياحة في هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة، مشيراً إلى أن دولاً كانت وجهات اعتيادية للسعوديين اختفت، وحل مكانها وجهات أخرى، كما أن قصر فترة الإجازة «الفعلية» والتي ستنتهي بصورة كبيرة مع بداية شهر رمضان، اثر في الحجوزات بهذه الفترة. وأوضح أن أسعار التذاكر ارتفعت بنسب متفاوتة، قد تكون أسعار النفط سبباً رئيسياً فيها، إلا أن الأسعار في الدول التي يزداد الطلب عليها ارتفعت هي الأخرى، مضيفاً أن الأسعار في تركيا ارتفعت بنسبة 20 في المئة، وارتفعت في دبي بنحو 40 في المئة. وذكر أن الأحداث التي يشهدها العالم العربي أثرت بصورة مباشرة في الوجهات السياحية، ومن بينها مصر وسورية والأردن ولبنان والبحرين، مضيفاً أن صعوبة الحصول على الفيزا إلى الدول الأوروبية لا تزال عائقاً أمام زيادة المسافرين إلى أوروبا، على رغم أن الحجوزات إلى بريطانيا تعتبر الأعلى بين الدول الأوروبية. وقال إن السائح السعودي أصبح يراعي الجانب الأمني للمكان الذي يقصده، وسلامته وأسرته في اختيار الوجهة التي سيقضي فيها إجازته، ولم يعد مثل السابق لا يكترث لهذا الأمر، مضيفاً إن البعض أصبح يهتم حتى في حركة الاضطرابات العمالية في بعض الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن حالات الاستثناء كما هو حادث في بعض الدول العربية، تدفعهم إلى تغيير وجهتهم إلى أماكن أكثر أمناً. وأشار مدير مكتب البنيان للسفر هاشم السيد إلى أن حجوزات السفر إلى بعض الدول الآسيوية، وتركيا بلغت 100 في المئة، ولم يعد هناك حجوزات إلى هذه الدول على مختلف خطوط الطيران، مؤكداً أن غياب السفر عن طريق مطار البحرين، سيؤثر في الحجوزات من مطار الملك فهد في الدمام. وأشار إلى أن الدول التي تعاني من مشكلات سياسية أو مناخية تسقط من خيارات المسافرين السعوديين، وانه لم يعد هناك سفر عشوائي لوجهة لا يمتلك المسافر معلومات عنها، مؤكداً أنه في الفترة الماضية ألغى الكثيرون سفرهم إلى مصر بسبب ما تشهده من أحداث. وقال: «حركة سفر السعوديين إلى الخارج في شهر رمضان قليلة، لاعتبارات كثيرة في مقدمها ظروف الصوم، وقصر فترة الإجازة التي لا تساعد في تأجيل السفر بسبب الحجوزات». موضحاً أن خيار الداخل هو الأكثر مناسبة، مضيفاً: «القطاع السياحي في السعودية بحاجة إلى إنعاش، ولابد من خطة عاجلة في المدى القصير تتضمن عدداً من الإجراءات السريعة لتأهيله، لمواجهة مثل هذه الظروف، وفي مقدمها تبني برنامج ترويجي تسويقي شامل يهدف الى تنشيط العملية السياحية من خلال استمرار الحملات الترويجية في الأسواق السياحية الحالية، والاتجاه نحو تأهيل المزيد منها لاستقطاب أعداد أكبر من سياح الداخل ودول الخليج».