إسطنبول - لندن - «الحياة»، أ ف ب - في أشد لهجة يستخدمها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ضد ممارسات العنف في سورية، أتهم اردوغان النظام السوري بارتكاب «فظائع»، ووصف قمع المحتجين في سورية بأنه «غير مقبول» وأن أنقرة لن تستطيع أن تدافع عن دمشق في المحافل الدولية إذا استمر اللجوء للحل الأمني على حساب حل سياسي لمطالب المحتجين. ويأتي ذلك فيما تتواصل أعمال التمشيط في محافظة إدلب ومنطقة جسر الشغور على الحدود التركية ما أدى إلى وصول أعداد اضافية من النازحين السوريين إلى تركيا. ونقلت وكالة أنباء الأناضول أمس عن اردوغان قوله في مقابلة تلفزيونية ليل اول من امس: «تحدثت مع، الرئيس السوري بشار الأسد قبل أربعة أو خمسة أيام لكنهم، السوريون، يقللون من أهمية الوضع ... وللأسف لا يتصرفون بشكل إنساني». ووصف الطريقة التي قتلت فيها قوات الأمن السورية نساء بأنها «فظاعة»، معتبراً بشكل عام أن قمع التظاهرات في سورية «غير مقبول». وأضاف انه في هذا الإطار، لا يمكن لتركيا أن تدافع عن سورية. وكان اردوغان الذي يقول انه «صديق» للأسد طلب مرات عدة إصلاحات عاجلة في سورية في مواجهة الحركة الاحتجاجية التي لا سابق لها في هذا البلد. لكنه لم يدع إلى رحيل الرئيس السوري. وكرر اردوغان التأكيد أن تركيا ستبقي حدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين، لكنه تساءل «إلى اين سيصل ذلك؟». ولجأ 2500 سوري إلى جنوب تركيا، على حد قول وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. وقالت وكالة الأناضول إن 495 وصلوا ليلاً واستقبلوا في مدينة كاربياز في محافظة هاتاي (جنوب). وقدرت الوكالة من جهتها العدد الإجمالي للنازحين ب 2700 بينهم 51 ادخلوا المستشفيات. ويفر معظم اللاجئين من مدينة جسر الشغور التي تبعد حوالى أربعين كيلومتراً عن الحدود التركية حيث قامت قوات الأمن السورية بعمليات تمشيط في الأيام الأخيرة. وغالبية سكان هذه المدينة فروا منها هذا الأسبوع وكانت «مقفرة» اول من امس بعد عمليات التمشيط التي بدأت في 4 حزيران (يونيو) كما قال ناشطون في مجال حقوق الإنسان. وتركيا التي تقيم علاقات جيدة مع سورية ولها حدود طولها اكثر من 800 كلم معها، تواجه وضعاً صعباً منذ بدء الأزمة السورية. وتخشى تركيا فوضى سياسية في هذا البلد وتدفقاً كثيفاً للاجئين إلى أراضيها وزعزعة الاستقرار على حدودها. وهناك أكراد يقيمون على جانبي الحدود وأي وضع فوضوي في سورية يمكن أن يشجع متمردي حزب العمال الكردستاني على شن عمليات ضد القوات التركية، خصوصاً أن أكراد تركيا لديهم انتقادات شديدة لأردوغان بسبب عدم تطبيقه لإصلاحات وعد بها الأكراد منذ تولى حزبه العدالة والتنمية السلطة في تركيا.