طرابلس، بيروت - «الحياة»، رويترز - قال ناطق باسم المعارضة الليبية إن الآلاف من قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تقدموا أمس نحو مدينة مصراتة الغربية التي تسيطر عليها المعارضة، في وقت تعرضت المدينة لقصف من ثلاث جهات أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 من الثوار. ولم يصدر أي تعليق فوري من حكومة القذافي. لكن مصادر أخرى في الثوار قالت انهم حاولوا التقدم من مصراتة في اتجاه المواقع التي تتمركز فيها قوات القذافي خصوصاً شرق المدينة حيث سجلوا تقدماً لبضعة كيلومترات. وأضافت ان الثوار فقدوا 14 مقاتلاً عندما تصدت قوات القذافي لهم. وقال حسن المصراتي الناطق باسم المعارضة ل «رويترز» من داخل المدينة: «تتعرض مصراتة لقصف كثيف... تقصف قوات القذافي مصراتة من ثلاث جهات الشرق والغرب والجنوب». وتابع: «أرسل (القذافي) الآلاف من قواته من كل الجهات وهي تحاول دخول المدينة. ما زالت خارجها. فقدنا عشرة ثوار وأصيب 36 غالبيتهم بجروح خطيرة». وتوقف قصف حلف شمال الأطلسي لطرابلس صباح أمس بعد واحدة من أعنف حملات القصف للعاصمة الليبية منذ بدء الضربات الجوية في آذار (مارس). وقال مراسل ل «رويترز» في طرابلس إنه لم تحدث انفجارات في طرابلس بعد نحو الساعة الثانية صباحاً (بتوقيت غرينتش)، بينما هزت انفجارات مدوية طرابلس خلال نهار الثلثاء وحتى فجر الأربعاء وظلّت طائرات حربية تضرب المدينة مرات عدة في الساعة. ويقول حلف شمال الأطلسي إن حملة القصف تهدف إلى حماية المدنيين من قوات القذافي التي تسعى إلى القضاء على احتجاجات شعبية اندلعت ضد حكمه في شباط (فبراير)، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى. لكن مع تحدث مسؤولين مثل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ صراحة عن إجبار القذافي على التنحي، يقول بعضهم إن حلف الأطلسي تجاوز كثيراً تفويض الأممالمتحدة لحماية المدنيين. وقال عبدالرحمن وهو ناطق باسم مقاتلي المعارضة ل «رويترز» من الزنتان إن قوات القذافي قصفت البلدة الواقعة في غرب ليبيا أمس بعدما حشدت أول من أمس أكبر أعداد لها في هذه المنطقة منذ بدء الصراع. وأضاف: «قصفت قوات القذافي الزنتان بصواريخ غراد. أطلقت نحو 15 صاروخاً... إنها تستخدم الآن أسلحة مضادة للطائرات.. يمكن أن أسمع الانفجارات». ومع تساقط القنابل أول من أمس تعهد القذافي بالقتال حتى النهاية بعد ضربات استهدفت مقره في باب العزيزية. وقال في رسالة صوتية بثها التلفزيون الحكومي: «أمامنا خيار واحد وهو بلادنا ونحن فيها للنهاية موت حياة لا يهم». وعرض التلفزيون لاحقاً لقطات للقذافي وهو يجتمع مع زعماء قبائل. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه تحقق تقدم «كبير» في حملة حلف شمال الأطلسي لحماية المدنيين والمعارضين الليبيين من هجمات مؤيدي القذافي. وتابع: «ما ترونه في شتى أنحاء البلاد هو اتجاه يتعذر تغييره حيث يتم دفع قوات النظام إلى الوراء وإضعافها. أعتقد أن القذافي راحل إن عاجلاً أم آجلاً». وذكر موسى إبراهيم الناطق باسم حكومة القذافي للصحافيين أن 31 شخصاً قتلوا في 60 ضربة جوية على أهداف في طرابلس يوم الثلثاء. ولم يتسن التأكد من أرقامه من مصدر مستقل. وقال الميجر جنرال نيك بوب ضابط الاتصالات الاستراتيجية بهيئة الأركان البريطانية إن عمليات عدة نفذتها مقاتلات بريطانية استهدفت مقر الشرطة السرية ومنشأة عسكرية على المشارف الجنوبية الغربيةلطرابلس. ودخل الصراع بين القوات الليبية ومقاتلي المعارضة حالة من الجمود منذ أسابيع حيث لا يتمكن أي من الطرفين من الاحتفاظ بالسيطرة على الأراضي على الطريق بين أجدابيا في الشرق التي قصفتها قوات القذافي يوم الاثنين وبلدة البريقة النفطية التي تسيطر عليها قوات القذافي إلى الغرب. ويسيطر المعارضون على شرق ليبيا ومدينة مصراتة الغربية ومناطق جبلية قرب الحدود مع تونس. ولم يتمكنوا من التقدم نحو العاصمة في مواجهة قوات القذافي الأفضل تسليحاً رغم الضربات الجوية لحلف الأطلسي. وبحلول أول من أمس تراجعت قوات القذافي إلى خارج يفرن التي تبعد 130 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من طرابلس بعدما فك المعارضون حصاراً استمر أسابيع للبلدة. وقال الساعدي القذافي إبن الزعيم الليبي في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي إن القتال في ليبيا محاولة من الإسلاميين للاستيلاء على السلطة.