قال متحدث باسم المعارضة الليبية ان الالاف من قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تتقدم نحو مدينة مصراتة التي تسيطر عليها المعارضة بغرب البلاد يوم الاربعاء حيث تتعرض للقصف من ثلاث جبهات مما أسفر عن مقتل 12 على الاقل من المعارضة. وقال حسن المصراتي المتحدث باسم المعارضة من داخل المدينة "تتعرض مصراتة لقصف كثيف... تقصف قوات القذافي مصراتة من ثلاث جبهات.. الشرق والغرب والجنوب." وتابع "ارسل الالاف من قواته من جميع الجهات وهي تحاول دخول المدينة. لكنها ما زالت خارجها." وقال ان 12 شخصا من المعارضة قتلوا وأصيب 26 بجروح. لكن أطباء في مستشفى الحكمة بوسط مصراتة أبلغوا مراسلين لوكلات الأنباء الذين زاروا المستشفى يوم الأربعاء ان 11 شخصا على الاقل قتلوا وان 35 جرحوا بعضهم اصابتهم خطيرة. ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من حكومة القذافي. وتوعد مقاتل من المعارضين طلب عدم ذكر اسمه بالانتقام. وقال "في يوم قريب باذن الله سنكون في باب العزيزية (مقر القذافي) وسنعثر على القذافي وقواته المسلحة وسنقتله." وجاء الهجوم بعد توقف قصف حلف شمال الاطلسي لطرابلس صباح يوم الاربعاء بعد واحدة من أعنف حملات القصف للعاصمة الليبية منذ بدء الضربات الجوية في مارس اذار. واجتمع وزراء دفاع الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي في بروكسل يوم الأربعاء لكن لا توجد مؤشرات تذكر على استعدادهم لتكثيف الحملة في ليبيا التي فشلت حتى الان في الاطاحة بالقذافي. لكن مع حديث وزير الخارجية البريطاني وليام هيج صراحة عن إجبار القذافي على التنحي يقول منتقدون ان حلف الاطلسي تجاوز تفويض الاممالمتحدة بحماية المدنيين. ويزداد عدد الدول الغربية المؤيدة للمعارضين. فقد أعلنت أسبانيا يوم الاربعاء انها اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي. وقالت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث للصحفيين خلال زيارة لشرق ليبيا يوم الاربعاء "أنا هنا اليوم لاؤكد أن المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي." وقال عبد الرحمن وهو متحدث باسم مقاتلي المعارضة لرويترز من الزنتان ان قوات القذافي قصفت البلدة الواقعة في الغرب اليوم بعد أن حشدت يوم الثلاثاء في هذه المنطقة أكبر أعداد لها منذ بدء القتال. وقال انهم يستخدمون الان الاسلحة المضادة للطائرات. وكان القتال بين القوات الليبية ومقاتلي المعارضة قد دخل مرحلة من الجمود منذ أسابيع. ويسيطر المعارضون على شرق ليبيا ومدينة مصراتة الغربية ومناطق جبلية قرب الحدود مع تونس. ولم يتمكنوا من التقدم نحو العاصمة في مواجهة قوات القذافي الافضل تسليحا رغم الضربات الجوية لحلف الاطلسي. وبعد مضي ثلاثة أشهر على حملة القصف التي تقودها دول غربية سعى الامين العام لحلف شمال الاطلسي الى توسيع قاعدة تأييد المهمة يوم الأربعاء بعد اتساع نطاق الضربات الجوية للحلف وتكثيفها على طرابلس. وقال الامين العام للحلف اندرس فو راسموسن "نريد ان نرى احساسا اكبر بالالحاح في بعض الدوائر فيما يتعلق بليبيا." لكن بعض الدول الاعضاء في حلف الاطلسي التي لم تشارك في القصف قالت انها لن تغير موقفها وقالت السويد انها ستقلص دورها. وتنفذ ثماني دول فقط تقودها فرنسا وبريطانيا من بين أعضاء الحلف وعددهم 28 ضربات جوية على قوات القذافي. وحذر مسؤول امريكي كبير هذا الاسبوع من انه برغم عدم وجود مخاطر على العملية حتى الان بدأ التعب يظهر على افراد الاطقم الجوية التي تنفذ الضربات. وتتفق جميع دول حلف الاطلسي على ضرورة رحيل القذافي لكن بعضها لا يعتبر التدخل العسكري أفضل سبيل لتحقيق هذا الهدف. وقالت المانيا التي عارضت التدخل في ليبيا انها تتفهم الضغوط على بريطانيا وفرنسا لكنها لن تغير موقفها. وقالت اسبانيا انها لن تنضم الى المهمة رغم اعترافها الان بأن المعارضين هم ممثلو ليبيا. وقال نائب وزير الدفاع الالماني كريستيان شميت للصحفيين "المانيا متمسكة بموقفها وهو عدم المشاركة العسكرية." ومع تساقط القنابل يوم الثلاثاء تعهد القذافي بالقتال حتى النهاية بعد ضربات استهدفت مقره في باب العزيزية. وقال في رسالة صوتية بثها التلفزيون الحكومي "أمامنا خيار واحد وهو بلادنا ونحن فيها للنهاية .. موت حياة لا يهم." ويقول القذافي ان المعارضين أقلية من المتشددين الاسلاميين وان حملة حلف الاطلسي هي محاولة لنهب النفط الليبي. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الثلاثاء ان القذافي سيطاح به ان عاجلا أم آجلا. وتحاول الكثير من القوى العالمية بما في ذلك روسيا والصين فتح قنوات دبلوماسية مع المعارضين رغم الهواجس بشأن التدخل في الشؤون السيادية الليبية. وقال ميخائيل مارجيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي في افريقيا للصحفيين في بنغازي أمس ان القذافي لم يعد بامكانه ان يمثل ليبيا. وفي بكين قالت وزارة الخارجية الصينية ان دبلوماسيا صينيا مقيما في مصر زار بنغازي لاجراء محادثات مع المجلس الوطني الانتقالي. كما صرح الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية المنتهية ولايته للصحفيين في القاهرة يوم الاربعاء بأن القذافي يجب ان يرحل. وعندما سئل ان كان يمكن لحلف الاطلسي ان ينهي عملياته بينما القذافي مازال في السلطة رد بقوله "موقف الولاياتالمتحدة ان القذافي يجب ان يرحل. أعتقد انه تحد للجميع وضع جدول زمني لذلك. وأنا بالتأكيد لن أفعل ذلك اليوم. ما رأيته أصفه بأنه تقدم بطيء للغاية. مزيد من الافراد ينشقون على نظامه وبعضهم من الجيش." وقال "من الناحية العسكرية كل ما شاهدته يشير الى استمرار العمليات العسكرية لزيادة الضغوط .. لاجبار القذافي على الرحيل. وفي هذا الصدد نود بالتأكيد ان نرى نهاية لذلك في أقرب وقت ممكن." 5