واصل المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا جولاته على المسؤولين اللبنانيين لليوم الثاني على التوالي، وجدد قبل مغادرته بيروت الموقف الذي صرح به بأن «على كل دول منطقة الشرق الأوسط مسؤولية لخلق الشروط المؤاتية للسلام»، متمنياً «للبنان وللشعب اللبناني كل الخير خلال هذه المرحلة التي تمثل صفحة جديدة». وانتقل سولانا الى المصيلح (جنوب) حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري على مدى أكثر من ساعة، في حضور سفير الاتحاد الاوروبي لدى لبنان باتريك لوران وسفير تشيخيا (رئيسة الاتحاد لهذه الدورة) يان زيزيك والمبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط مارك اوتي، والنائب علي بزي والمستشار الإعلامي علي حمدان. وعبر سولانا عن بالغ سروره «للقاء بري بعد إنجاز الانتخابات النيابية بنجاح»، معرباً عن اعتقاده بأن «صفحة جديدة ستكتب لتاريخ بلدكم»، واصفاً محادثاته مع بري ب«المفيدة للغاية لي وله وبحثنا في كيفية مواصلة دعم الاتحاد الاوروبي للبنان في كل المجالات سياسياً واقتصادياً وكما تعلمون أيضاً لدينا قوات «يونيفيل» في الجنوب ونحن مستمرون في التواصل». وكرر ان الانتخابات «تعتبر نجاحاً كبيراً للبنان وللمنطقة من أجل إرساء الاستقرار وتطلع اللبنانيين نحو المستقبل وهذا جيد للجميع». وعن إمكان ممارسة المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي ضغوطاً على إسرائيل للانسحاب من باقي الأراضي اللبنانية المحتلة من جانب إسرائيل، قال: «نحن مهتمون بهذا الموضوع منذ فترة طويلة ومع الولاياتالمتحدة أيضاً وكان لي اجتماع (أول من) أمس مع السيد ميتشل (المبعوث الاميركي الخاص للشرق الأوسط) وسنعمل سوياً الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة ونأمل ان تترجم المسألة باتجاه السلام». وزار سولانا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وهنأ «الحكومة والدولة اللبنانية على نجاح العملية الانتخابية واعتبارها تجربة رائدة بينت أهمية الديموقراطية اللبنانية وشكلت علامة على أهمية الموقف والدور الذي قدمته الحكومة بأنها أجرت انتخابات بنزاهة وحرية»، وقال: «كانت مناسبة لاستطلاع آفاق المرحلة المقبلة». وعقد سولانا محادثات موسعة مع وزير الخارجية فوزي صلوخ وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله صلوخ بشكر «الاتحاد الاوروبي على إيفاده بعثة لمواكبة الانتخابات اللبنانية، فضلاً عن التعاون الدائم مع الاتحاد الاوروبي في مجال تبادل الخبرات بغية تحسين وتطوير التجربة الديموقراطية اللبنانية العريقة». وأشار الى ان البحث تركز على «العلاقات الثنائية مع الاتحاد الاوروبي سواء كان من خلال اتفاقية الشراكة أم سياسة الجوار وهو مسار نحرص عليه ونعتبره رافداً مهماً للورشة الإصلاحية في لبنان المتوقع ان تتسارع في الفترة المقبلة». ولفت صلوخ الى انه حدث ضيفه عن «المواقف الإسرائيلية المتصلبة التي هي العقبة أمام عملية السلام». وقال: «نعول على الجهود الاوروبية الصديقة بالتعاون مع كل اطراف المجتمع الدولي، لا سيما الولاياتالمتحدة لأجل الدفع في هذا الاتجاه، وان يأخذ هذا المسار المصالح اللبنانية في الاعتبار». وعبر سولانا عن سرور الاتحاد «بنتائج الانتخابات والتي أظهرت نضج بلدكم، ونأمل بشدة ان تفتح صفحة جديدة لمستقبل البلد، ولازدهاره وديموقراطيته وللسلام، وأيقنوا ان الاتحاد الاوروبي سيستمر بالوقوف الى جانبكم»، مشدداً على «ان لبنان هو أحد البلدان الذي تربطنا به كاتحاد علاقات عميقة جداً، ونريد ان نستمر في هذا الاتجاه، انه بلد محب، وهو يعتبر للكثير منا، ولي شخصياً بلد صديق جداً». وقال سولانا: «كنت مكلفاً بإيجاد سلام يكون دائماً في المنطقة، وسأستمر بالقيام بهذه المساعي وكذلك سيفعل الاتحاد الاوروبي الملتزم بإحلال السلام، بالتعاون مع المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة، وبالأمس كان المبعوث الرئاسي الاميركي للسلام السيناتور جورج ميتشيل في لبنان، واجتمعت به وسيكون لي معه محادثات لاحقاً، لبحث سبل التعاون معاً في إطار المجتمع الدولي من أجل تجنيد كل الطاقات والجهود والإرادات السياسية من اجل إحلال السلام في المنطقة». وإذ رفض التعليق على الانتخابات الرئاسية الإيرانية بانتظار إعلان النتائج الرسمية، اكتفى بالقول: «سنحترم ما يقرره الشعب الإيراني الذي صوت لمرشحه». وأيد قرار مجلس الأمن بالنسبة الى العقوبات على كوريا الشمالية. وانتقل سولانا الى ساحة النجمة حيث مقر المجلس النيابي والتقى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» حسين الحاج حسن الذي وصف اللقاء بالمهم في إطار السياسة الاوروبية الجديدة في المنطقة. ولفت الحاج حسن الى أنه أكد لسولانا «ان أي حديث لا يأخذ في الاعتبار حق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير غير مقبول على الإطلاق، وأي حل على حساب لبنان مرفوض»، مشيراً الى أن «حزب الله لا يؤمن بعملية سلام تؤدي الى مزيد من التنازلات والخسائر». وقال الحاج حسن، إن سولانا طرح موضوع سلاح «حزب الله»، وأجابه أن هذا الموضوع «لبناني يبحث على طاولة الحوار»، وقال إنه أبلغ سولانا «إن المعارضة قبلت نتائج الانتخابات على رغم مجرى العملية الانتخابية وقانون الانتخابات، لكننا نحتكم جميعاً للدستور والقانون والأجواء إيجابية وبناءة». وأكد «أن «حزب الله» ينتظر ماذا سيكون موقف الغالبية من شكل الحكومة لنبني على الموقف مقتضاه». وفي المطار، عقد سولانا مؤتمراً صحافياً مختتماً زيارته لبنان، وشدد فيه على ضرورة أن تكون الحكومة الجديدة «فعالة وتوافقية»، مؤكداً «مواصلة العمل مع لبنان من خلال الاتحاد الأوروبي». ولفت الى أن «لبنان في حاجة الى التوافق الوطني وتشكيل حكومة تدعمه». وأكد «أن الطريق نحو السلام عملية شاملة وتحتاج الى جهود من جميع الأطراف وليست هناك عملية مستقلة عن الأخرى». وقال إن «حزب الله جزء من الحياة السياسية اللبنانية وممثل في البرلمان، وفريقا المعارضة والموالاة يدركان المسؤولية التي يتحملانها وسيجدان طريقة للدفع بالبلاد قدماً بعد تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن».