واصلت القوات المسلحة والشرطة المصرية أمس، عملياتها العسكرية الشاملة للقضاء على الإرهاب في سيناء، وسط التفاف شعبي وترقب لنتائجها، في وقت تعززت أجواء «الحرب في سيناء» ببيانات مُفصلة للقيادة العامة للقوات المُسلحة تزف أنباء التحركات العسكرية في شمال شبه الجزيرة ووسطها. وبرز خلال الساعات الأولى للعملية التركيز على استهداف مخازن السلاح ومناطق «الدعم اللوجيستي» للإرهابيين، بهدف تقويض قدراتهم، بالتزامن مع دهم جيوبهم في مدن وسط وشمال سيناء، وتمشيط تجمعات سكنية عادة ما يلجأ إليها المتطرفون للاختباء وسط السكان، ولوحظ التنسيق الكبير وتوزيع الأدوار بين قوات الجيش التي بدا تركيز عملياته على المناطق الفتوحة والصحرواية الوعرة، بالإضافة إلى تشديد الحصار على المدن والشوارع الرئيسة، فيما أوكل للشرطة تمشيط المناطق السكنية لخبرتها في هذا المضمار. وأعلنت قيادة الجيش في ثالث بياناتها عن العملية العسكرية صباح أمس، «الاستمرار في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المخططة». وأشارت إلى مواصلة القوات الجوية تنفيذ العديد من الضربات المركزة ضد التجمعات والبؤر الإرهابية التي تم رصدها مسبقاً في شمال ووسط سيناء. واستهدف القصف توجيه «ضربات قوية» لمخازن تكديس الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة ومناطق الدعم اللوجيستي المكتشفة، مع الاستمرار في تنفيذ أعمال التأمين الجوي للمناطق الحدودية على الاتجاهات الإستراتيجية كافة. وأضاف البيان: «قامت القوات المنفذة مدعومة بالقوات الخاصة وقوات حرس الحدود بالتعاون مع الشرطة، بتنفيذ مداهمات عدة داخل مدن شمال ووسط سيناء لمطاردة العناصر الفارة والقضاء عليها، واستكمال تدمير الأهداف التابعة للعناصر الإرهابية». وبث الناطق العسكري مقطع فيديو للعمليات الواسعة في سيناء، تضمن لقطات لاستهداف سلاح الطيران بؤراً إرهابية في الظهير الصحراوي للمحافظة، إضافة إلى انتشار القوات الخاصة في مدنها ودهمها الجيوب الإرهابية، وحملات تمشيط قوات الشرطة للمناطق السكنية، وعمليات التدقيق المشددة على مداخل ومخارج المحافظة كافة. وزاد البيان العسكري: «تقوم عناصر من القوات الخاصة البحرية بتنفيذ أعمال التأمين لساحل البحر (المتوسط من جهة الشرق) من رفح وحتى غرب العريش، لقطع طرق الإمداد للعناصر الإرهابية، مع الاستمرار في حماية الأهداف الاقتصادية في البحر بالتزامن مع أعمال التمشيط بطول الساحل لتضييق الحصار على العناصر الإرهابية ومنعها من الفرار عبر البحر». ولفت إلى «مرور الدوريات البحرية لتأمين منطقة الساحل الممتد من مرسى مطروح حتى مدينة السلوم (غرباً)، والتعاون مع قوات حرس الحدود لتأمين المناطق الحدودية على الإتجاه الغربي والجنوبي». وأشار إلى قيام قوات الشرطة بحملات تمشيط أمني في المناطق السكنية كافة شمال ووسط سيناء، ونشر المكامن على امتداد الطرق المؤدية إلى الكباري والمعديات شرق قناة السويس، فيما أحكمت قوات الجيش قبضتها على المجرى الملاحي للقناة.