اتخذ «هجوم ديبلوماسي» تشنّه بيونغيانغ خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة بيونغتشانغ، طابعاً آخر أمس، بعدما أعلنت سيول أن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن «قبِل عملياً» دعوة لزيارة الشطر الشمالي، وأن حضّ الدولة الستالينية على إجراء حوار مع الولاياتالمتحدة. وتعارض «الدفء» المستجدّ بين الكوريتين مع هجوم شنّته بيونغيانغ على مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، الذي عاد الى واشنطن أمس، بعد محاولته التخفيف من التقارب بين الشطرين. وأقام مون في قصره الرئاسي في سيول، مأدبة غداء للرئيس الفخري لكوريا الشمالية كيم يونغ نام، ولكيم يو جونغ، شقيقة الزعيم كيم جونغ أون، قُدِم خلالها الطبق الكوري التقليدي بطريقتَي التحضير، الشمالية والجنوبية. ودعا مون إلى السلام و»ازدهار متبادل» للكوريتين، مستذكراً زيارته منتجعاً جبلياً التقى فيه، مع والدته، عمّته الكورية الشمالية، خلال لمّ شمل موقت لعائلات فرّقتها الحرب الكورية (1950-1950). كما تحدث عن زيارته بلدة كايسونغ الحدودية الكورية الشمالية، حيث شغّلت الدولتان مصنعاً مشتركاً اعتُبر رمزاً لتقاربهما، قبل أن تغلقه سيول عام 2016، بعد التجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية. وأشار مون إلى أنه لم يزر بيونغيانغ. وسلّمت شقيقة كيم الرئيس الكوري الجنوبي دعوة شفهية من الزعيم الكوري الشمالي لزيارة بيونغيانغ، «في أقرب وقت». وقالت له: «نأمل أن نراكم سريعاً في بيونغيانغ. نودّ أن يصبح الرئيس مون طرفاً في فصل جديد لتحقيق التوحيد، ليصبح هذا الحدث تاريخياً». وقال مسؤول في الرئاسة الكورية الجنوبية إن مون «قبِل عملياً» الدعوة، علماً أن الأخير لم يرد فوراً عليها، وطلب أن تتوافر «شروط مناسبة» لها. وأبلغ الوفد الكوري الشمالي أن «استئنافاً مبكراً للحوار» مع واشنطن «ضروري جداً بالنسبة إلى التطورات في العلاقات بين الكوريتين». وأشارت سيول إلى أن الجانبين أجريا «نقاشاً شاملاً في شأن العلاقات بين الكوريتين ومسائل عن شبه الجزيرة الكورية، في جوّ ودّي». وقمة مون– كيم الثالث، في حال حدوثها، ستكون الثالثة، بعد لقاءين بين كيم جونغ ايل، والد كيم، والرئيسَين الكوريَين الجنوبيَين كيم داي جونغ وروه مو- هيون، في بيونغيانغ عامَي 2000 و2007. وبعد لقائه شقيقة كيم، عاد مون إلى بيونغتشانغ حيث جلس إلى جانب بنس، لدى متابعة نائب الرئيس الأميركي الألعاب الأولمبية. وكان بنس كتب على موقع «تويتر» أن «الولاياتالمتحدة لن تسمح أن تبقى مهزلة الدعاية الكورية الشمالية من دون ردّ على الساحة الدولية»، معتبراً أن «العالم لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام قمع نظام كيم وتهديداته». وأضاف: «قبل أي حوار، على بيونغيانغ أن تتفاوض في شأن ترسانتها النووية». وعلّقت ناطقة باسم بنس على الدعوة التي تلقاها مون لزيارة بيونغيانغ، قائلة إن «نائب الرئيس يشعر بالامتنان لأن الرئيس مون أكد مجدداً التزامه القوي حملة الضغط القصوى العالمية ودعمه العقوبات المستمرة» على كوريا الشمالية. لكن صحيفة رسمية كورية شمالية انتقدت نائب الرئيس الأميركي، معتبرة أن سلوكه كان «مخجلاً» و «مغروراً» لا يتماشى مع روحية الأولمبياد. وتابعت: «عكس الولاياتالمتحدة، لا نشارك في أعمال قذرة وفاسدة لاستغلال أحداث رياضية، مثل الأولمبياد، لأغراض سياسية».