استغلّ نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لقاءه الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن في سيول أمس، للضغط من أجل سياسة أكثر تشدداً مع بيونغيانغ، فيما شدد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على «القوة العسكرية» لبلاده، وتستعد شقيقته للقاء مون غداً، علماً أن الدولة الستالينية استبعدت لقاء مسؤولين أميركيين، على هامش دورة الألعاب الأولمبية في مدينة بيونغتشانغ. وحذر بنس من استغلال كوريا الشمالية الأولمبياد للدعاية لنظامها، متعهداً مواصلة دعم بلاده لسيول في مواجهة التهديد النووي لبيونغيانغ. وقال مخاطباً الكوريين الجنوبيين: «عزمنا على الوقوف معكم لا يتزعزع». أما مون فأبرز أهمية «دورة الألعاب الأولمبية للسلام». وكان بنس أكد قبل مغادرته طوكيو متجهاً إلى سيول، على متانة العلاقات بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية، على رغم خلافاتهما في شأن كيفية التعامل مع كوريا الشمالية. وتحدث أمام جنود أميركيين في قاعدة يوكوتا الجوية في اليابان، عن انتهاكات حقوق الإنسان في الدولة الستالينية. وأشار إلى «حوالي 100 ألف كوري شمالي يعملون في معسكرات اعتقال»، وزاد: «مَن يعارض ويجرؤ على رفع صوته مصيره السجن والتعذيب، بل القتل، ويُعاقب أطفاله وأحفاده بسبب خطيئته تجاه الوطن». وسيلتقي بنس اليوم منشقين من كوريا الشمالية، خلال زيارة نصب «تشيونان» التذكاري في سيول، تكريماً لذكرى 46 بحاراً كوريين جنوبيين، قُتلوا في هجوم بطوربيد عام 2010 نُسب إلى الشمال. في السياق ذاته، أعلنت وزارة التوحيد الكورية الشمالية أن طائرة الرئيس الفخري لكوريا الشمالية وشقيقة كيم جونغ أون والوفد المرافق، ستحطّ اليوم في مطار اينشيون، قرب سيول. وقال ناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية إن مون جاي إن سيتناول الغداء مع الوفد غداً. ورجّحت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن تحمل كيم يو جونغ رسالة شخصية من شقيقها إلى الرئيس الكوري الجنوبي. ووسط تكهنات بلقاء بارز بين أميركا وكوريا الشمالية، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية عن تشو يونغ سام، وهو مسؤول بارز في وزارة الخارجية، قوله: «ليست لدينا أي نية للقاء مسؤولين أميركيين خلال زيارتنا الجنوب. لم نستجدِ يوماً حواراً مع الولاياتالمتحدة ولن نفعل أبداً. لن نلجأ إلى استغلال مناسبات رياضية مثل الألعاب الأولمبية، لغايات سياسية». إلى ذلك، نظمت كوريا الشمالية عرضاً عسكرياً في ساحة كيم ايل سونغ، في عراض قوة عشية افتتاح الألعاب الأولمبية في الجنوب. وقال كيم جونغ أون أمام حشود: «أصبحنا قادرين على أن نثبت أمام العالم وضعنا بصفتنا قوة عسكرية من مستوى عالمي». وعكس العرض الأخير الذي نُظم في نيسان (أبريل) 2017، لم يبثّ التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي أي مشاهد مباشرة للعرض العسكري أمس، كما لم تكرر بيونغيانغ عادتها في دعوة مئات من الصحافيين الأجانب إلى هذه العروض. وقد يكون ذلك مؤشراً إلى رغبة الدولة الستالينية في إبعاد هذا الحدث عن الأنظار. إلى ذلك، أعلنت ناطقة باسم الخارجية الروسية أن العمال الكوريين الشماليين في روسيا قد يبقون حتى أواخر عام 2019، تطبيقاً لقرار مجلس الأمن. وعلى الدول إبعاد جميع العمال الكوريين الشماليين في غضون سنتين.